كشف القائم بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى الأردن الدكتور حمد الهاجري، عن عقد اجتماع مع الجهات المختصة الأردنية لمناقشة موضوع سرقة سيارات السعوديين الذين يفدون إلى الأردن بهدف السياحة، خاصة في ظل إحصائيات تشير إلى تجاوز عدد الزوار السعوديين للأردن في العام الماضي مليونا ومئتي ألف شخص، وفي ظل توقعات بأن يرتفع الرقم في هذه السنة إلى أكثر من ذلك، فيما أبدى مسؤولون أردنيون تجاوبهم وحرصهم التام على أمن وراحة جميع من هم على أرض الأردن ومنهم السعوديون، والسعي التام للقضاء على هذه الحالات. من جانبه أكد الناطق الإعلامي في مديرية الأمن العام الأردنية المقدم محمد الخطيب في تصريح إلى "الوطن" أن هذه الحوادث فردية ولا تقارن نسبتها وعددها بعدد الزوار السعوديين الذين يقضون إجازاتهم الصيفية في الأردن، والذين يفوق عددهم المليون زائر في كل صيف، بينما حوادث السرقة لا تزيد عن عشر حوادث في الموسم الصيفي، متعهدا بالسعي الجاد للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة، ومطالبا في الوقت ذاته الزوار السعوديين بعدم التردد أبدا في التوجه إلى أي مركز أمني لتقديم بلاغ عن أي مضايقات يتعرضون لها، وشدد الخطيب على أنه لا يمكن وصف هذه الحوادث بالظاهرة، ونفى أن يكون المواطن السعودي مستهدفا، وأنه قد يتعرض لهذه الحوادث أي مواطن من أي جنسية أخرى أو من المواطنين الأردنيين أنفسهم. كما أن هذه الحوادث قد تقع في دول أخرى، لافتا إلى أن وقوع هذه الحوادث لمواطنين سعوديين يرجع إلى وجودهم في المكان أو الوقت غير المناسبين، وأرجع الخطيب غالبية حوادث السرقة التي يتعرض لها زوار سعوديون إلى إهمالهم في اتباع إجراءات الأمان وتساهلهم في التعامل مع أشخاص أجانب لا يعرفونهم أو بسبب الثقة الزائدة التي يبدونها تجاه الآخرين. كما لفت إلى أن هناك الكثير من هذه السرقات التي يتم اكتشافها من قبل السلطات الأردنية ويتم إعادة المسروقات إلى أصحابها. وأضاف بأن هناك استعدادات أمنية لاستقبال الموسم السياحي في الأردن، وتسهيل عملية دخول السياح، وتوفير الأمن لهم بدأت منذ شهر مايو الماضي بتشكيل عدد من الفرق الأمنية المتخصصة لمتابعة هذه النوعية من الجرائم. من جهتهم ألقى المقيمون السعوديون بالأردن بشيء من العتب على السفارة السعودية بالأردن، خاصة من تعرض منهم لهذه الاعتداءات، واتهموا العاملين بالسفارة بالتقصير في القيام بواجباتهم، رغم توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وتوجيهات وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل التي تؤكد على السفراء أن يقوموا بواجبهم الذي وضعوا من أجله وهو خدمة المواطن السعودي، كما طالب المواطنون السعوديون السلطات الأردنية بزيادة الإجراءات الأمنية خصوصا في ظل زيادة توجه المواطنين السعوديين للأردن سواء للسياحة أو العلاج، والذين - بحسب تصريح سابق للسفير السعودي لدى الأردن فهد الزيد - تجاوز عددهم العام الماضي المليون ومئتي ألف مواطن، إضافة إلى وجود مايزيد على 6000 طالب وطالبة يدرسون في مختلف الجامعات الأردنية. وقد وقفت "الوطن" على بعض قضايا السرقة التي رواها سياح سعوديون، والتي لم تخل من استخدام السلاح، أو التهديد به، مثلما حصل مع أحد المواطنين السعوديين الذي تعرض لسرقة سيارته بعد إشهار الأسلحة النارية عليه من قبل أشخاص مجهولين، وإيهامه بأنهم جهات أمنية وإنزاله في منطقة خالية والفرار بسيارته، وهي الواقعة التي تحتفظ "الوطن" بصورة من البلاغ. ويروي مواطن آخر سعودي في العقد الثالث من عمره تعرضه لعملية سرقة، بعد تسديد عدة طعنات له من قبل مجهولين في العاصمة الأردنية عمان عقب خروجه من الجامعة التي يدرس فيها قبل ثلاثة أسابيع، عندما فوجئ عند خروجه من الجامعة التي يدرس فيها في الرابعة عصرا بصعود شخصين إلى سيارته عنوة وتسديد عدة طعنات متفرقة في جسده وسرقة سيارته والفرار بها، وتحتفظ "الوطن" بصورة من التقرير الطبي والبلاغ. كما يروي ل "الوطن" أحد سكان مركز العويقيلة الذي كان في رحلة علاجية للأردن مع عائلته، اكتشافه في الصباح اختفاء سيارته من نوع هايلكس غمارتين 2010 بعد تكسير زجاجها، مشيرا إلى أنه كان يوجد بالسيارة إثباتات شخصية من بينها، بطاقة الأحوال، دفتر العائلة، وبطاقات الصراف الآلي. وآخر هذه القضايا ماتعرض له المواطن السعودي حفير العنزي الذي قال ل "الوطن" إنه كان متواجدا في الأردن في رحلة علاجية برفقة أحد أقاربه، وتمت سرقة سيارته أمس الأول موديل 2009 قرابة الرابعة عصرا، من أمام مقر سكنه في عمان في أحد الشوارع الرئيسية وبداخلها بعض الأوراق الرسمية والمبالغ المالية.