ألقت الأوضاع السياسية في الدول المجاورة للبنان بظلالها على كافة نواحي الحياة الاقتصادية والأمنية وليست الفنية بمنأى عن ذلك. ففي موسم الصيف يحتفل لبنان عادة بحفلات فنية لا تعد ولا تحصى من ضمنها مهرجانات عريقة استمرت لعشرات السنين، إلا أنها اليوم رهن الانتظار والترقب والفرج. ففي حين أعلنت كافة المهرجانات اللبنانية برامج حفلاتها التي تستضيف فنانين وفرقا فنية لبنانية وعربية وأجنبية، ومن أبرزها مهرجانات بعلبك وبيت الدين وبيبلوس و"أعياد بيروت" (في أسواق بيروت وسوليدير)، أحجم بعض الفنانين اللبنانيين خلال شهر يونيو عن إحياء حفلات في المناطق كما جرت العادة، وغاب بشكل كلي حضور الفنانين العرب، والخليجيين خصوصا، عن مسارح المناطق اللبنانية. وقال صاحب شركة "دوبل أيد بروداكشن" وشريك شركة روتانا في المهرجانات والحفلات ميشال حايك إن هذا العام شهد إلغاء 90% من الحفلات لكافة الفنانين اللبنانيين والعرب وخاصة السعوديين منهم. واعتبر حايك أن موسم الصيف لهذا العام "غير مشجع للأسف. حتى إطلاق الألبومات الغنائية مؤجل بشكل عام، وليس الأوان أوانه". ويشير أن عدد الحفلات والمهرجانات الفنية التي كان ينظمها مع شركة روتانا خلال مواسم الصيف الماضية كان يصل إلى 55 حفلة يحييها العديد من الفنانين العرب. وأضاف "هذا الصيف بالنسبة لنا يمكن وصفه بالكارثي"، قائلا إن 70% من اللبنانيين ينتظرون الموسم السياحي في الصيف كي يحققوا استفادة مادية من خلال الحفلات أو المطاعم والفنادق وسواها. الحاضرون في لبنان لإحياء الحفلات الفنية أغلبهم من المغرب أو من دول أوروبية وأميركية، وقد سجل في روزنامة المهرجانات والحفلات أكثر من 15 فنانا وفرقة أجنبية، كان الحضور فيها لغاية اليوم بنسبة 100%، وذلك وفقا لما ذكرته مديرة العلاقات العامة والإعلام في شركة "سوليدير" رنده الأرمنازي.