عززت تركيا حشودها العسكرية أمس بعد اقتراب مروحيات سورية للمرة الثانية من حدودها، وهو ما اعتبره الناتو أمرا طبيعيا، فيما واصلت القوات السورية قصفها للمناطق المحاصرة في العديد من المدن، وسط ارتفاع ضحايا الاحتجاجات إلى 16500 شخص منذ مارس 2011. ونشرت تركيا ست مقاتلات من طراز (إف-16) في ثلاث حالات مختلفة ردا على اقتراب طائرات هليكوبتر سورية من الحدود، حسبما أعلنت قيادة القوات المسلحة التركية أمس. وهذه هي المرة الثانية في يومين التي تنطلق فيها طائرات تركية ردا على تحليق طائرات هليكوبتر سورية قرب الحدود وتأتي بعد إسقاط سورية لطائرة استطلاع تركية في أواخر الشهر الماضي. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة التركية إن المقاتلات انطلقت من قاعدة انجرليك بجنوب تركيا إثر رصد طائرات هليكوبتر سورية جنوبي إقليم هاتاي التركي. وأضافت أن اثنتين من الطائرات السورية اقتربتا إلى مسافة أربعة كيلومترات من الحدود، واقتربت طائرة ثالثة حتى مسافة 3.2 كيلومترات. في غضون ذلك، قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي اندرس فوغ راسموسن أمس إن الأزمة في سورية "واحدة من أكثر التحديات الأمنية خطورة التي يواجهها العالم اليوم"، مستبعدا حدوث أي تدخل عسكري. وأضاف في بروكسل "لا يزال الرد الصحيح لهذه الأزمة هو الرد السياسي والمنسق من جانب المجتمع الدولي ضد نظام فقد كل الإنسانية وكل الشرعية". وأكد مجددا دعم الناتو لتركيا، ومن الطبيعي أن تعزز وجودها العسكري على الحدود. وفيما أصدر الأسد أمس ثلاثة قوانين حول مكافحة أعمال العنف والإرهاب، واصلت قواته قصف العديد من المناطق المحاصرة في كل من حمص (وسط) وريف دمشق، غداة مقتل 79 شخصا في مناطق سورية عدة. وأعلن المرصد أمس ارتفاع عدد القتلى الذين سقطوا في زملكا بريف دمشق السبت إلى 65 جراء قصف بالهاون من القوات النظامية طال موكب تشييع. وأفادت لجان التنسيق المحلية أمس عن "هجوم يشنه مئات الجنود ترافقهم عشرات الدبابات على منطقة العب في دوما في ريف دمشق، ويترافق مع قصف عنيف". كما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية أن مزارع حمورية في الريف الدمشقي تتعرض لليوم الثالث على التوالي إلى قصف عنيف من قوات الأمن وجيش النظام. وفي مدينة دير الزور (شرق)، أفاد المرصد عن مقتل أربعة مدنيين بسقوط قذيفة على سيارتهم، مع استمرار سقوط القذائف على أحياء عدة في المدينة "التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها". أما في حلب (شمال)، فتدور اشتباكات في مدينة اعزاز بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين. وفي حمص (وسط)، قتل مواطن إثر القصف الذي تتعرض له مدينة الرستن. وأعلنت لجان التنسيق عن تعرض بلدة تلكلخ لقصف مدفعي عنيف بقذائف الهاون والدبابات وراجمات الصواريخ، وسط انقطاع للتيار الكهربائي والمياه عن البلدة. ويستمر في الوقت نفسه القصف على حي الخالدية وأحياء أخرى في حمص، بحسب المرصد وناشطين. وفي حماة (وسط)، لا تزال بلدة حلفايا محاصرة من القوات النظامية السورية "التي تنفذ حملة مداهمات في الأراضي الزراعية المحيطة بالبلدة"، بحسب المرصد. وأعلنت الهيئة العامة للثورة أن قرية دوما في ريف حماة الشرقي تتعرض منذ الصباح إلى "حصار خانق من جيش وقوات النظام". في غضون ذلك، قتل أكثر من 16500 شخص بأعمال عنف في سورية منذ بدء الحركة الاحتجاجية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد في منتصف مارس 2011، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس. وقال المرصد إن 16507 أشخاص قتلوا في الاضطرابات بينهم 11486 مدنيا. كما قتل 870 عنصرا منشقا و4151 من عناصر القوات النظامية. ويدرج المرصد في عداد المدنيين المقاتلين الذين حملوا السلاح إلى جانب الجنود المنشقين ضد النظام.