استمرأ النظام السوري العجز الدولي إزاء مجازره في المدن السورية، فتمادى في استخدام آلياته الثقيلة ومروحياته في ملاحقة المعارضين والأبرياء من سكان المدن، ما جعل الأصوات تتعالى لوقف هذه المجازر. فقد أبدى مبعوث السلام الدولي العربي كوفي عنان قلقه إزاء قصف معاقل المعارضة بحمص واستخدام قذائف مورتر وطائرات هليكوبتر ودبابات في بلدة الحفة باللاذقية، كما أفاد المتحدث باسمه أحمد فوزي أمس. وأوضح "هناك مؤشرات على أن عددا كبيرا من المدنيين محاصر في البلدتين"، داعيا إلى السماح للمراقبين العسكريين الدوليين بدخول الحفة. وتابع "يطالب المبعوث المشترك الخاص الطرفين باتخاذ كل ما يلزم لضمان عدم الإضرار بالمدنيين ويطالب أيضا بالسماح بدخول المراقبين العسكريين التابعين للأمم المتحدة بلدة الحفة على الفور". إلى ذلك، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القوات السورية قصفت معاقل المعارضة في محافظة حمص بوسط البلاد وفي دير الزور في الشرق وفي الحفة باللاذقية (غرب) أمس واشتبكت مع معارضين مسلحين في معارك قتل فيها 101 شخصا في أنحاء البلاد. وسجل قصف صباحا على مدينة الرستن بمحافظة حمص المحاصرة منذ أشهر، وقد تسبب القصف بمقتل أربعة أشخاص بينهم طفلة. ويستمر منذ الصباح القصف على حي جورة الشياح في حمص، وأشار المرصد إلى أن القوات النظامية السورية "تحاول اقتحام الحي وحي الخالدية وأحياء أخرى في المدينة". ومنذ سقوط حي بابا عمرو بحمص في الأول من مارس، تتعرض أحياء عدة في المدينة لقصف يعنف حينا ويتراجع أحيانا، بينما نزح معظم سكان هذه الأحياء. وقتل مواطن في حي الحميدية بالمدينة، وشخصان آخران في مدينة القصير وقرية البويضة الشرقية في ريف القصير، بحسب المرصد. واستأنفت قوات النظام أمس القصف على مدينة الحفة والقرى المجاورة لها في محافظة اللاذقية (غرب)، ما تسبب بإصابة 10 مدنيين ومقاتلين معارضين. وجرت اشتباكات بين المعارضين والقوات النظامية السورية على مشارف المنطقة. وتتعرض الحفة للقصف منذ ستة أيام على التوالي، وهي منطقة وعرة تقع قرب الحدود السورية الشمالية الغربية مع تركيا، ويتحصن فيها عدد كبير من المنشقين. وقالت الناشطة سيما نصار من اللاذقية إن الوضع في منطقة الحفة سيئ جدا، وإلى أن "غالبية السكان البالغ عددهم 30 ألفا نزحوا" من المنطقة. وأضافت "بقي الثوار المنشقون وبعض المدنيين المسلحين الذين يساعدونهم في الدفاع عن المدينة". وفي محافظة دير الزور (شرق)، قال المرصد إن خمسة أشخاص بينهم عسكري منشق، قتلوا في قصف تعرضت له بلدة العشارة من القوات النظامية السورية. وأضاف أن المنطقة شهدت فجرا اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية. وفي مدينة إدلب (شمال غرب)، قتل ثمانية أشخاص هم مدني وسبعة عناصر من القوات النظامية، إثر انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية أمنية في شارع الثورة. وفي تل الذهب قرب بلدة دركوش التابعة لجسر الشغور، قتل ما لا يقل عن ستة عناصر من القوات النظامية وأصيب آخرون بجروح إثر انفجار عبوة ناسفة بشاحنة عسكرية كانت تقلهم. وفي محافظة حماة (وسط)، قتل ثلاثة مدنيين على الأقل وعسكري في عملية عسكرية تنفذها القوات النظامية في قرى قسطون وشاغوريت واللج في الريف. وقتل مواطن في حي الأربعين في مدينة حماة برصاص القوات النظامية. وفي العاصمة دمشق، انفجرت عبوة ناسفة وضعت في أسفل سيارة في حي برزة أسفرت عن مصرع شخص، ولم يتبين ما إذا كانت السيارة عسكرية أو مدنية، بحسب المرصد.