أشغلت وأشعلت العالم كورونا خلال الأشهر الأربعة الماضية كحدث عالمي لم يسبق له مثيل في القرن الحالي، وأظهرت أزمة صحية حقيقة وعالمية اضطرت معها الحكومات إلى فرض منعٍ لتجول في كثير من البلدان، وإجراءات احترازية واستباقية للحد من تفشي الوباء. في واقع الأمر إن الحياة الصحية تتطلب الوقاية من الأمراض والأوبئة بشكل عام، وهو ما يتشكل معه الوعي الاجتماعي بأهمية الصحة والسلامة من خلال الحياة الصحية والممارسات السليمة والخالية من الأمراض والأسقام، وهو ما ينعكس بدوره على المناحي الأخرى، لا سيما الاقتصادية والاجتماعية. تأثر كثير من القطاعات من جراء الإجراءات الاحترازية، والتي ربما كان ستكون لها آثار سلبية، سواء على فرص العمل أو الأعمال التجارية، إلا أن الدعم الحكومي لكثير من القطاعات أسهم في تخفيف تلك الآثار، إلا أنها أظهرت فُرصا جديدة من الأعمال أبرزها العمل والتعليم عن بعد، وإنجاز المهام بكل كفاءة واقتدار، وهي تجربة فرضتها ظروف غير اعتيادية في ظل الجائحة، حيث تمت بسلاسة كبيرة ونجحت بشكل كبير في حل كثير من الإجراءات، إلا أنها لا تزال تجربة فتية تحتاج إلى أن تنضج بشكل أكبر في المستقبل القريب. وفي ظل أزمة الجائحة تصدى الأبطال في القطاع الصحي لهذا الوباء بكل كفاءة واقتدار وإمكانات عالية، وكانوا في الموعد في سبيل الوطن والمواطن مضحين بكل غالٍ ونفيس في ظل دعم لا محدد من القيادة الحكمية، والتي أعلنت في حينها دعما سخيا غير محدود للقطاع الصحي ولكافة مستويات الرعاية الصحية في المملكة. في الحقيقة إن المرأة العاملة في القطاع الصحي تستحق الإشادة والبطولة، فهي لها قصب السبق وعظيم الفضل، حيث المسؤولية المضاعفة والمهام الملقاة على عاتقها كبيرة، حيث مسؤوليات الأسرة والبيت والتي تسبب إغلاق كثير من حضانات الأطفال في أزمة حقيقية، وفي ظل تلك المتغيرات والتزام الجميع المنازل مع ظروف الحجر الصحي لم تتوانَ المرأة عن واجبها الوطني في خدمة المرضى في ظل الجائحة، ومن هذا المنطلق هي من تستحق البطولة الحقيقية والمكافأة الكبيرة نظير تلك الجهود العظيمة في الظروف العصيبة. يعود المجتمع اليوم من جديد في شريان الحياة الجديدة بكل وعي وحذر، فالمرحلة القادمة وهي مرحلة الحذر وأخذ الاحتياطات اللازمة ومتابعة التعليمات والإرشادات التي تصدرها الجهات المختصة، والتي تصب بدورها في أمن وحماية المجتمع، ولكي يصبح المجتمع عونا وسنداً لرجال الميدان الصحي علينا أن نأخذ الدرس من كورونا، لنكون عوناً لبعضنا البعض من شر وباء كورونا بالالتزام والحذر، والله خير الحافظين.