لم يكن أبا عاديا ولا أخا عاديا ولا صديقا عاديا ولا إنسانا عاديا بل هو عنوان كل ذلك... رحمك الله يا أيقونة الخير... لن أتحدث عن ألم الفقد الذي لا بد وأن الأغلبية قد تجرعوا من ذلك الكأس، وإن اختلفت مراراته ومعاييره، خاصة في وقتنا هذا... زمن الفيروس التاجي الذي توج نهاية حياة الآلاف وما زال يحصد المزيد. سأتحدث لكم عن والدي اللاعب المعروف في فريق نادي الاتفاق، وعن والدي كأب وأيضا عن والدي الإنسان. نحن لا نفهم الموت إلا حين يلامس حياتنا وينتزع أغلى من نحب. حينها ستصغر الدنيا في أعيننا، وتصبح كل تلك الخطط العظيمة التي وضعتها لنفسك وسعيت جاهدا لتحقيقها بلا معنى، وأنت تعلم أنك لن تشاركها بعد الآن مع فقيدك. كيف لي أن أرثيك يا والدي رحمك الله في حين تعجز الكلمات أن تصطف. كيف وقد سلمت وجودك في حياتي ولم أحسب حسابا ليوم كهذا. كنت نعم الأب نعم الصديق ونعم الرجل بشهادة الجميع. كنت عونا لمن حولك، كنت الهيبة واللين في آن معا. زرعت فيني الطموح والقوة والنجاح.. علمتني الكرم وحسن الضيافة.. علمتني الصفح والتسامح، وألا أرد الإساءة بالإساءة. كنت رجل خير تقضي حوائج الناس. يقال إن فاقد الشيء لا يعطيه، ولكن هذا غير صحيح، فعلى الرغم من أنك عشت يتيما وقاسيت الكثير إلا أنك كنت أبا رقيقا وصديقا رائعا، تجسد فيه النبل وكل معاني الإنسانية والرجولة. حملت لواء وطنك وشاركت في بطولات وحققت علامة فارقة في تاريخ كرة القدم السعودية، وأضفت لناديك المزيد من الإنجازات، وكنت وستظل فخرا للجميع. ستظل خالدا في ذاكرتي ما حييت، رحمك الله وأبدلك جنة عرضها السماوات والأرض، وعوضك ما ألم بك من مرض بنور وسرور إلى جواره... آمين.