تمكنت الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج بقيادة تركية من اقتحام مدينة ترهونة جنوب شرق طرابلس تحت غطاء من "المسيرات" التركية، من 3 محاور، واستخدام أسلحة متطورة حصلت عليها من تركيا، التي تدخلت على خط الصراع الليبي، بموافقة غربية غير معلنة، ردا على دعم روسيا للمشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي. وكانت قوات الوفاق أعلنت استعادة السيطرة على العاصمة طرابلس، فيما تراجع الجيش الليبي خارج العاصمة بالكامل، وتبعد ترهونة حوالي 95 كيلومترا من العاصمة، وهي تعد بوابة رئيسية للدخول إلى طرابلس. وفي وقت سابق، خرج المئات من سكان مدينة ترهونة الليبية للتصدي لما وصفوه بالاحتلال التركي لمدينتهم، ولصد هجوم قوات الوفاق المدعومة بمرتزقةٍ سوريين وقوات تركية. مسيرة تركية وكان الجيش الوطني الليبي أكد في وقت سابق أنه أسقط مسيرة ليبية قرب بني وليد، في حين أعلنت القيادةُ العامة للقوات المسلحة الليبية أنها تقوم بإعادة تمركز وحداتها خارج العاصمة طرابلس، مع شرط التزام حكومة الوفاق بوقف إطلاق النار. وأفادت القيادة العامة للجيش باستئناف العمليات وتعليق مشاركتها في لجنة وقف إطلاق النار، في حال عدم التزام الطرف الآخر. وأشار البيان إلى أن الجيش اتخذ القرار بناء على موافقة القيادة العامة على استئناف المشاركة في لجنة وقف إطلاق النار، التي تُشرف عليها بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا، ودعما للحل السياسي. حرب إقليمية أعلن السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، أن بلاده ستستخدم كل دعمها وتأثيرها للمساعدة في تهدئة الأزمة الليبية، محذرًا أن استمرار التصعيد سيحول البلاد إلى سورية جديدة، فيما حمّل روسيا مسؤولية التصعيد الذي شهدته ليبيا، وقال إن الفرصة الآن جيدة لبدء المفاوضات، خاصة بعد تسوية الوضع الميداني. وأضاف نورلاند، في مؤتمر صحفي عقده بمركز دبي للتواصل الإعلامي التابع للخارجية الأمريكية، أن الموقف الميداني الحالي في ليبيا والمتصاعد بشكل خطير، جعل الأطراف المتصارعة والداعمة لها أمام خيارين لا ثالث لهما؛ إما مشاهدة هذا الصراع يتحول إلى حرب أقليمية كاملة الأركان، أو تهدئة هذه الأزمة وإنهائها. اتفاق إردوغان السراج وقعت تركيا مع الوفاق اتفاقيات جديدة، خاصة بزيادة القوات التركية في ليبيا وإنشاء مصانع لإنتاج وتصنيع السلاح، وشملت إنشاء مراكز لتأهيل وتدريب قوات الوفاق بشكل رسمي في طرابلس على أن تتكفل حكومة الوفاق برواتب الخبراء العسكريين الأتراك المكلفين بعمليات التدريب. رفض تركي في حين رفضت تركيا المقترحات الروسية الفرنسية بسحب قواتها العسكرية من ليبيا، وذلك للعودة للحل السياسي، كما رفضت مقترحاً بتخفيض قواتها تدريجياً في ليبيا وأكدت استمرارها في إرسال قوات ومعدات عسكرية ودعم الوفاق. وتعمل حكومة الوفاق وتركيا حاليا على إنشاء ميناء بحري كبير بحماية تركية، ويضم منطقتين تجارية حرة واقتصادية شاملة مع حكومة الوفاق، إضافة لإنشاء منطقة لصيانة السفن، كما قررت شركات نفطية تركية إنشاء مقرات كبرى لها في العاصمة الليبية. من جهتها تمسكت موسكو بسحب المرتزقة الأجانب من ليبيا، وذلك بالتزامن مع عرض حكومة الوفاق الإفراج عن أي مواطنين روس تم القبض عليهم في طرابلس، مقابل أن يكون هناك تعاون اقتصادي وسياسي خلال الفترة المقبلة. *** آليات عسكرية أكدت الخارجية الروسية مشاركة إرهابيين سوريين في القتال في صفوف الجماعات المسلحة في ليبيا، بحسب ما جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا. وقالت زاخاروفا، إن موسكو تشعر بالقلق من مستجدات الوضع في غرب ليبيا، و"ارتفاع عدد الجرائم المرتكبة على أيدي ميليشيات مسلحة". واكدت الخارجية الروسية أن ميليشيات الوفاق تضم في صفوفها مسلحين نقلوا من سورية وبينهم "عناصر من جبهة النصرة المدرجة من قبل مجلس الأمن الدولي على قائمة التنظيمات الإرهابية، والتي تنشط تحت مسمى هيئة تحرير الشام. *** مباحثات واشنطنأبوظبي أجرى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، اتصالاً هاتفياً بولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وقال بيان للخارجية الأمريكية، إن الطرفين ناقشا الأوضاع الإقليمية، واتفقا خلال الاتصال على ضرورة وقف إطلاق النار في ليبيا، واستئنافِ الحوار السياسي الذي ترعاه الأممالمتحدة.