التاريخ يشهد أن بلادي المملكة العربية السعودية عبر العصور كانت مواقفها ثابتة ولم تتأرجح في يوم من الأيام، والتاريخ يشهد أنها كانت مع العرب والمسلمين والقضية الفلسطينية قلباً وقالباً. والتاريخ يشهد وتشهد المواقف أنها لم تخذل العرب والمسلمين يوما ماً، لكنها تعرضت للخذلان ونكران الجميل مرات ومرات. ومن عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وبلادي تنتهج نهجاً واضحاً لا ميل فيه ولا إعوجاج، نهج ليس للمراوغة وعقد المعاهدات السرية ضد الدول الصديقة والشعوب الضعيفة. وتشهد الأجيال الماضية والقادمة أنها حاربت في سورية من أجل الشعب وسورية وفي فلسطين من أجل الشعب والأقصى، وفي اليمن من أجل الشعب واليمن، ودافعت ودعمت معنوياً ومادياً كل الدول العربية والإسلامية، وقدمت ما تستطيع واستضافت الشعوب من أجل أن ينعموا بالراحة والأمن والأمان دون مقابل. وسخرت كل ما تملك في الحج والعمرة ولأجل أن تخدم المسلمين والمسلمات عامة. فعزائي لكم يا جيلاً فتيا يظنون أن السعودية قد تصافح إسرائيل يوماً أو قد تكون صديقة لإيران وسياستها لم تتغير. عزائي لكم يا من تظنون أن قضية السعودية ليست المسجد الأقصى. عزائي لجيل لم يعش ولم يسمع ولم ير ولم يقرأ عن مجازر إسرائيل في فلسطين فظن أن إسرائيل لم تؤذنا ولم تخطط لإسقاطنا مرات ومرات. عزائي لجيل يريدون أن يبسطوا أيديهم لكيان صيهوني مستبد وعقد المعاهدات والصلح معه..! عزائي لجيل يظن أن مواقف بلادنا مع الشعب الفلسطيني أو غيره تنتظر شكرا أو رد جميل، عزائي لهم يتوهمون أن شرذمة وناكري جميل سيثنون بلادنا عن مناصرة الأقصى. عزائي لكم يا جيلاً لم تعيشوا انتفاضة الحجارة ولا مقتل الدرة ولم تقرؤوا عما حدث هناك منذُ أن وطأت أقدام الصهاينة فلسطين؟ فاعتقدتم أن أسرائيل ربما تكون يوماً صديقة لنا..! أو أن السعودية قد تتأرجح مواقفها كما تأرجحت الدول الأخرى، لكن سياسة بلادي ثابتة وبقية الدول سياستهم متحركة.