تملك السعودية من القوة ما يكفيها للرد على أي محاولة للمساس بها.. التاريخ يشهد والحاضر يؤكد، لكن المملكة لا تستغني بذلك عن أمتها، وتصر على أن عزها ومجدها لا ينفصل أبدًا عن أشقائها، حتى وإن تحملت من أجلهم الكثير. تؤمن المملكة أن قوتها الشاملة لا تتحقق إلا حين تكون مطمئنة على أمن أشقائها ومصالحهم، ولذلك فهي تتعامل مع الجميع بمنطق أخوي، لا يختزن ضغائن ولا يقبل باللجوء للتآمر أو التحايل أو اللعب لا على أوجاع الآخرين، ولا التلاعب بمشاعرهم. بامتداد التاريخ، ظلت السعودية بيت العرب والمسلمين الأول، وسندهم في السراء والضراء رغم ما نالها وينالها من أذى القريب والغريب ! .. لم تقابل الإساءة بالإساءة ، ولا تثرب على من تأثر بالأجواء غير النقية فأساء الفهم ، أو استعجل الحكم فأخطأ !. هي السعودية التي ساندت الكثير من الدول ، ووقفت مع الجميع لعقود طويلة على كل الأصعدة ، وفي كل الظروف ، سياسياً ، مالياً ، اقتصادياً ، وعسكرياً ، لا يتغير نهجها وإن نزغ الشيطان بينها وبين إخوتها .. لا يضرها سقطات من تجاوز في حقها ناكراً الجميل ، وغره عارض من الطيش أنه قد قضى عليها حين خادعها وأخلف ظنها فيه ، وانساق في حبائل من تآمر عليها ! . أبداً ؛ لا يتوقف التاريخ في الحسابات السعودية عند زلة شقيق، أو إساءة صديق ، وليس من عادات السعودية جلد الذات على سابق الأيادي البيضاء ، إن عثرت فيما بعد أقدام مستحق سابق لتلك الأيادي وإن ألمت به حالة ضعف ، أو سقطة في مصيدة امتحانات المواقف على الطريق ! . ليس في السياسات السعودية كمائن ، ولا تربص بوجهين لكل موقف ، ولا تفاصيل شيطانية في قراراتها واتفاقاتها وعقودها ومعاهداتها ووعودها ! .. الصفحات السوداء أسرع الصفحات إلى سلال المهملات الضخمة في السعودية ، حتى لو كانت أخطاء الأشقاء – يوماً – بحجم تهديد حقيقي لأمنها وسلامتها ومصالحها .. كما في أزمات عاصفة .. كأزمة الخليج عند احتلال نظام صدام حسين للكويت .. يوم أن تنكب لها من تنكب ، وسارع – على غير حق – بالوقوف في صف الشقيق المعتدي ! . يومئذ؛ سرعان ما طوت السعودية الصفحة غير المشرفة لتلك الأزمة إلى الأبد بمجرد انجلاء أدخنتها السوداء من سماء المنطقة ، لتستقبل أشقائها من جديد بلا تثريب ، بل واستمرت بلا شروط في مد أياديها البيضاء لمن احتاجها منهم ، وكأن شيئاً شائناً لم يقع !. (عناوين)