قالت هالة خياط إن سوق مبيعات الأعمال الفنية تجاوزت في عام 2009 مبلغ 15 مليار دولار، وإن هذه السوق تتركز في معظمها في أوروبا، وخاصة إنجلترا، وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية كذلك. وتابعت خياط وهي باحثة اختصاصية في الفن الشرق أوسطي والإيراني المعاصر والحديث لدى دار كريستيز دبي في دولة الإماراتالمتحدة: إننا نحتاج إلى عمل فني يتجاوز شروط السوق، ويبقى مع الزمن، محتفظاً بقيمته، مشيرة إلى أن الفن العربي والشرق أوسطي بدأ يلقى التقدير، خاصة بعدما بيعت لوحة للفنان المصري الراحل محمود سعيد برقم قياسي عربياً. كما أشارت خلال ندوة لها تحت عنوان "لمحة عن سوق الفن العالمية "استضافتها صالة رفيا للفنون في فندق ال"فور سيزونز" في دمشق، الأربعاء الماضي إلى أن ثلثي المتداول من الأعمال الفنية يتم في المزادات، والثلث الباقي بين الجاليريات والتجار، وأن الطلب يتركز على الفنون الانطباعية، وعلى فنون ال "مودرن آرت"، ثم فنون ما بعد الحرب، وفنون القرون: السادس عشر، والسابع عشر، والثامن عشر. وقالت خياط إن بيع منحوتة جياكوميتي بمبلغ 65 مليون دولار أثبت أن هذه السوق قد تجاوزت الأزمة المالية العالمية. كما أشادت بتطور السوق الصينية للفنون، وقد شهدت في السنوات الأخيرة حركة نشطة، بحيث يمكن أن نعد سبع صالات فنية من بين أهم عشرين صالة في العالم حالياً. أما عن اهتمام كريستيز الدولية بالسوق الشرق الأوسطية للفن، فقالت إنه بدأ في عام 2001 عندما باع رياض نجيب الريس مجموعة من مقتنياته الفنية بمبلغ تجاوز نصف مليون جنية إسترليني، ولذلك خططت كريستيز لبيع ما قيمته 30 مليون دولار بين عامي 2006 و2009، والمفاجأة أن القيمة تجاوزت 100 مليون دولار في عامين. وتشير الإحصاءات إلى أن الفن الإيراني يأخذ حصة الأسد في السوق الشرق أوسطية، وتأتي مصر ثانية، ثم لبنان، ثم سوريا. كما يحظى فنانون خليجيون بالاهتمام، مؤخراً، منهم إماراتيون وكويتيون، وذكرت منهم المصورة السعودي منال الضويان، والنحات الكويتي سامي محمد. النقاش بعد المحاضرة قاده فنانون حاولوا التشكيك في نزاهة منظمي المزادات، وقالوا إن الشفافية مفقودة. وضرب الفنان منير الشعراني مثلاً عن بيع لوحة لفنان إماراتي بمبلغ مليوني درهم إماراتي، كما شكك الشعراني في رشد المقتنين العرب، ملمحاً إلى قلة اطلاعهم على الحركة الفنية. يذكر أن هالة خياط تتولى مهامَّ منصبها انطلاقاً من مقرِّ دار كريستيز الشرق الأوسط في دبي. وتحمل خياط درجة البكالوريوس في الفنون الجميلة والاتصالات البصرية من جامعة دمشق، ودرجة الماجستير في دراسات التصميم من كلية سانت مارتن المركزية للفنون والتصميم في العاصمة البريطانية.