اشتبكت الشرطة السودانية مع طلاب متظاهرين في وسط العاصمة الخرطوم في تواصل للاحتجاجات لليوم السادس على التوالي، احتجاجاً على إجراءات الحكومة التقشفية لحل الأزمة الاقتصادية بالبلاد. وقال شهود عيان إن مئات الطلاب عرقلوا حركة المرور في وسط المدينة ورشقوا الشرطة بالحجارة وهم يرددون "لا للتضخم" و"الشعب يريد إسقاط النظام"، وإن قوات الشرطة استخدمت الهراوات وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين. وفي مدينة الخرطوم بحري جلست مئات النساء والفتيات في وسط شارع رئيسي مما أدى إلى توقف حركة المرور. وعندما فشلت قوات الشرطة في إقناعهن بمغادرة المكان أطلقت الغاز المسيل للدموع. كما أكد ناشطون أن رجالاً يرتدون الزي المدني فضوا بواسطة الهراوات احتجاجاً لمئات الطلاب الذين تظاهروا أمس. من جانبه قلَّل المتحدث باسم الشرطة اللواء السر أحمد من شأن المظاهرات وقال "ما يحدث لا يمكن تصويره على أنه بوادر ثورة في الخرطوم، إنما هي ردود أفعال طبيعية على بعض القرارات الاقتصادية والشرطة تتمسك بضبط النفس لأقصى درجة ممكنة، لكن هناك جهات تحاول ادعاء أحداث غير موجودة وتقوم بتضخيم الأمور إعلامياً، وعموماً الأحوال هادئة تماماً في العاصمة." إلى ذلك أفرجت السلطات عن الصحفية المصرية سلمى الورداني التي اعتقلتها قوات الأمن السودانية لعدة ساعات مساء أول من أمس أثناء قيامها بتغطية الاحتجاجات. من جهة أخرى انطلقت جولة أخرى من المفاوضات بين دولتي السودان بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا لحسم القضايا العالقة وعلى رأسها ملفا الأمن والحدود، وقال عضو التفاوض الحكومي، عمر دهب، إن الوساطة عقدت اجتماعاً مع وفد دولة السودان، على أن تعقد اجتماعاً مماثلاً في وقت لاحق مع وفد دولة الجنوب. وعبَّر عن خشيته من فشل الجولة الحالية بسبب حديث الجنوبيين عن التحكيم الدولي.