تستضيف مدينة غدانسك البولندية اليوم، المواجهة الثانية في الدور ربع النهائي لكأس أوروبا 2012، حيث سيصطدم طموح المنتخب اليوناني بتكرار إنجاز 2004، بواقعية نظيره الألماني الباحث عن العودة لمنصة التتويج. ينظر إلى المباراة على أنها لقاء بين أغنياء شمال أوروبا وفقراء جنوبها، وسط الأزمة التي تعصف بمنطقة اليورو. النمو، الدين، مستوى المعيشة، البطالة... كلها مجالات تضع ألمانيا على طرف نقيض مع اليونان الغارقة في أزمة تاريخية. سيكون المنتخب الألماني مرشحا على الورق ومنطقيا وإحصائيا في تخطي اليونان وبلوغ نصف النهائي. ويدخل الألمان، الباحثون عن لقبهم الرابع، هذه المواجهة وهم يبحثون عن تحقيق فوزهم ال15 على التوالي في المسابقات الرسمية، والرابع على التوالي في البطولة القارية الحالية لأنهم المنتخب الوحيد الذي حصد العلامة الكاملة في الدور الأول بعد أن تغلب على البرتغال وهولندا والدنمارك. كما يقف التاريخ إلى جانب ال"مانشافت" كونه لم يخسر أياً من المباريات الثماني السابقة التي جمعته باليونانيين. كما أن المنتخب الألماني تمكن من الخروج فائزا من المواجهات الأربع السابقة التي خاضها في الدور ربع النهائي للبطولة. ورغم الأفضلية المنطقية والتاريخية والإحصائية للألمان على اليونانيين الذين يخوضون ربع النهائي للمرة الثانية بعد 2004 حين تغلبوا على فرنسا 1/صفر في طريقهم إلى اللقب، توقع نجم بايرن ميونيخ توماس مولر أن تخوض ألمانيا اختباراً صعباً للغاية أمام فريق المدرب البرتغالي فرناندو سانتوس. وقال مولر "خلال الأعوام الأخيرة اكتسبنا في التصفيات سمعة المنتخب الذي يعتبر من المرشحين للفوز، لهذا السبب، تعتمد الفرق المنافسة أسلوبا دفاعيا ضدنا في أغلب الأحيان أو أقله لا يبدأون المباراة بأربعة مهاجمين". ومن المؤكد أن المنتخب الألماني سيسعى لتجنب مصير نظيره الروسي الذي بدأ لاعبوه التفكير بالدور ربع النهائي قبل مواجهتهم لليونان في الجولة الأخيرة من منافسات المجموعة الأولى، لكن منتخب بلاد الإغريق فاجأه بهدف القائد المخضرم يورجوس كاراجونيس (35 عاما) في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع للشوط الأول، بيد أنه سيغيب عن الدور ربع النهائي بسبب الإيقاف لتلقيه الإنذار الثاني. وسينوب عن كاراجونيس في ارتداء شارة القائد كوستاس كاتسورانيس الذي اعترف بأن منتخب بلاده بحاجة "إلى معجزة صغيرة" من أجل تخطي الألمان، لكنه أكد أنه ورفاقه سيقاتلون حتى النهاية. ومن المؤكد أن الفوز على الألمان والتأهل إلى نصف النهائي سيكون حلما يتحقق لليونانيين وسيجعلهم يتناسون لبعض الوقت، الأزمة الاقتصادية الكارثية التي تمر بها البلاد والتي تلقي أيضا بظلالها على وضع الاتحاد الأوروبي بأكمله.