تسبب الاحتطاب الجائر والزحف العمراني العشوائي الهائل خلال العقدين الماضيين إلى اختفاء نبات القرض من بيئته الطبيعية جنوب محافظة ظهران الجنوب، وأرجع الأهالي سبب ذلك إلى غياب العقوبة الصارمة ضد من «أعداء البيئة» الذين استباحوا المسطحات الخضراء لهذا النبات الذي مثل خلال حقبة من الزمن علامة فارقة لجمال الحياة الطبيعية في محافظة ظهران الجنوب خاصةً جنوب المحافظة في مناطق العشة والثويلة والحاجب الأحمر وعاكفة. احتطاب جائر أكد المواطن محمد الوادعي ضرورة تدخل الجهات المعنية للحفاظ على هذه الثروة الوطنية من المعتدين على البيئة، وقال إن «أشجار القرض انخفضت بنسبة 80 % بسبب الجشع والطمع، حيث تم استنزافها بالاحتطاب الجائر بشكل أخل بالتوازن البيئي، والمشكلة أن هناك عمالة مجهولة أصبحت هي التي تقوم بقطع أشجار القرض ثم بيعه على تجار الاحتطاب بثمن بخس، فيما يحصل هؤلاء المتسترون على أموال طائلة من خلال تهريبها إلى الأسواق أو توصيلها حسب الطلب إلى الزبائن في جميع أنحاء المنطقة». جبال وسهول أشار المواطن مسفر القحطاني إلى ازدياد الاعتداء على قطع هذه الأشجار الثمينة خلال فصل الشتاء، حيث تستخدم للتدفئة في المشبات وفي الرحلات البرية، وقال إن «نبات القرض ينمو في الجبال والسهول والأودية والشعاب إذ اختفى منها بشكل يهدد بانقراضه، حيث يتم قطعه بواسطة المناشير الكهربائية وبشكل مخيف وبعد أن ييبس ويجف يتم بيعه». تراجع المساحات دعا المهندس الزراعي سعيد الوادعي كافة شرائح المجتمع إلى ضرورة المحافظة على هذه الشجرة الثمينة من الانقراض، وقال إن «الزحف العمراني والاعتداء على بيئة هذا النبات من الأسباب الرئيسية في تراجع مساحاته الخضراء»، مشددا على ضرورة الاعتماد على الحطب المستورد للتدفئة الذي يملأ المحال التجارية والأسواق. شراكة مجتمعية أكد نائب رئيس المجلس البلدي بمحافظة ظهران الجنوب سعيد ملفي القاضي، توجههم بالتعاون مع بلدية المحافظة وفرع وزارة البيئة والمياه والزراعة من باب الشراكة المجتمعية إلى إنشاء مشاتل جنوب وشمال المحافظة لنبات القرض بهدف المحافظة عليه من الانقراض، وقال إن المناطق البرية تعد معلماً بيئياً يتكون نظامها البيئي من منظومة من البيئات الطبيعية التي تضم الصحاري والواحات البرية الجميلة ومنظومة التنوع الحيوي، إضافة إلى الأشجار ذات الأهمية الوطنية والبيئية مثل شجر القرض والسدر والسمر.