يفخر رجل أعمال هاو لجمع المقتنيات التراثية بأنه يملك مناهج وكراسات دراسية تحمل صورا لأمراء مناطق اعتلى بعضهم مناصب قيادية على المستوى المحلي والسياسي. "الوطن" التقت برجل الأعمال جاسر الضويحي الذي أكد أن ما يملكه من مقتنيات تراثية في هذا الخصوص يمتد عمره إلى عشرات السنين، كما أنه يمتلك أيضا أدوات خاصة بتجميل النساء وهي تشكيلة من المستلزمات النسائية القديمة جدا. وقال الضويحي إن هذه الهواية بدأت معه قديما، ولكن البداية الفعلية كانت منذ 14 عاما ويفتخر بجمع هذه المقتنيات مع الحرص على جمع المناهج والكراسات التي مضى عليها عقود، وخاصة تلك التي كانت في عهدي المؤسس الملك عبدالعزيز وابنه الملك فيصل، مضيفا أنه يجمع فقط المقتنيات التراثية في العهد السعودي فقط. وأضاف الضويحي أن كثيرا من المتاحف التراثية تتصل به للحصول على ما يجمعه من هذه المقتنيات، مشيرا إلى أنه لا يفرط في منهج نادر أو كراس تراثي، خاصة إذا كان لا يملك منه إلا نسخة واحدة، ولا يبيعها إلى أي جهة وذلك من باب الحفاظ عليها كمستند تاريخي. ويعتمد الضويحي على طريقة خاصة ومدروسة في جمع المقتنيات التراثية يتبعه في عملية البحث والجمع من خلال التواصل مع الهواة المتخصصين في جمع هذه المقتنيات بجميع أنحاء المملكة. وأكد الضويحي أنه يملك ما يقارب 300 كراس دراسي من عهد الملك عبدالعزيز والملك سعود والملك فيصل، وتضم هذه المقتنيات كراسات مصنوعة في ألمانيا، ومن ضمنها كراسات كانت في عهد الملك سعود لها 60 عاماً وخاصة بالأمراء لإحدى المدارس الأميرية في الرياض يطلق عليها "كراس الأمراء"، ويضم غلاف الكراس صورا لعدد من الأمراء ممن كانوا يدرسون في تلك المدارس وفي أعمار تتراوح بين 9 و 10 سنوات. وتظهر كراسة صورة لأمير مكةالمكرمة الأمير خالد الفصيل، وكذلك الأمير سعود الفيصل، والأمير بندر الفيصل والأمير مشهور بن عبدالعزيز وغيرهم، كما تظهر كراسة أخرى شعار السيف والنخلة وهي من الكراسات النادرة، وأيضا كراسة أخرى تضم صورا للملك فهد بن عبدالعزيز عندما كان وزيرا للمعارف آنذاك. وأكد الضويحي أن من الصعوبات التي تواجهه السفر من منطقة إلى أخرى لجمع هذه المناهج والمقتنيات التراثية الأخرى الخاصة بالنساء والرجال. ولكن الضويحي لم يشارك في عرض هذه المقتنيات في أي فعالية أو معرض كالجنادرية، مبررا ذلك بأن لديه قناعة بأن المشاركة لا بد أن تكون قوية، حيث كان يقوم بالعمل جاهدا ليلا ونهارا والسفر لكي يشارك بقوة في هذه الفعاليات. ويقول "من خلال جولاتي خارج السعودية للاطلاع على تجارب الدول الأخرى في دعم هواة جمع المقتنيات القديمة والتراثية، وجدت اختلافا شاسعا من حيث الدعم لأصحاب المقتنيات التراثية يتمثل من خلال تخصيص مكان في إحدى الساحات في يوم محدد لإتاحة الفرصة لأصحاب هذه الهواية لعرض ما لديهم دون وجود عوائق". ويطمح الضويحي من الجهات المختصة في التراث أن تحتضن أصحاب هواية جمع المقتنيات التراثية والأثرية، من خلال تخصيص أيام وأماكن تساعدهم على عرض ما لديهم، وإتاحة الفرصة لإطلاع الآخرين على تراث قديم قد لا يعرفه الجيل الحديث. وأكد أن المزادات التي تفتح لبيع المقتنيات التراثية منها المنظم ويكون من ضمن الاجتهادات الفردية، وأخرى تقام في الهواء الطلق دون أن تكون هناك جهة تحتضنه وتنظمه. وشدد على أهمية وجود جهة تحتضن هذه المزادات حتى يتم تقييم المقتنيات التي تعرض. وقال "هناك بعض العروض التراثية مقلدة أو غير تراثية تعرض في هذه المزادات"، مشيرا أن إيجابيات هذه المزادات تتمثل في الحصول على المقتنيات النادرة المميزة من خلال المزايدة بين الحضور الذين قد يكون عددهم أقل من 40 شخصا، وهم مهتمون بجمع المقتنيات إلى جانب وجود مشرف يقيم هذه العروض.