حدَّدَ الأمريكي جوزيف ناي موارد القوة الناعمة -لأي بلد- في 3 عناصر، الأول: ثقافةُ هذا البلد ومدى جاذبيتها لدى شعوب العالم. الثاني: هو القِيمُ السياسية لهذا البلد، ومدى التزامه بها على مستوى الداخل والخارج. الثالث: هو سياستهُ الخارجية وكيف ينظر الآخرون إليها. إذن، فما القُوة الناعِمة؟ هي القوة الجاذبة ومواردها المذكورة هي التي تنتج هذه الجاذبية، وعَودةً على المساعدات الإنسانية التي تقدمها مملكتنا الحبيبة وأبرزها ما يقدم خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والتي مكنت المملكة من تحقيق المركز الأول على مستوى الدول العربية، والمركز الخامس على مستوى العالم -وفقا لمنصة التتبع المالي التابعة للأمم المتحدة FIT- فإنها تمثل إستراتيجية فعَّالة في رسم كاريزما وطننا المعطاء عند شعوب العالم، هذا الوطن الذي ينتهج قيم التسامح والبذل والعطاء، ويحمل رسالة الإنسانية، وبناء على ذلك كله تكونت «كاريزما العطاء» لبلدنا الغالي، إذ نجد أن مملكتنا الحبيبة سباقةٌ دائماً في تقديم المساعدات الإنسانية وإغاثة المنكوبين. فقد قدم مركز الملك سلمان للإغاثة خلال 2019 خدمات علاجية وطبية لما يقارب 280 ألف مستفيد في اليمن، وخلال الأسبوع الماضي ختمت الحملة الطبية التطوعية لمركز الملك سلمان، والتي وُجهت لجراحة القلب المفتوح والقسطرة للأطفال في موريتانيا، وفي ديسمبر 2019 انطلقت الحملة الطبية التطوعية لمكافحة العمى في السنغال، إذ قام الفريق الطبي التابع لمركز الملك سلمان للإغاثة -وعلى مدار يومين- بإجراء 159 جراحة، والكشف على 1700 مريض. كل هذه الجهود التي تبذلها قيادتنا الرشيدة تعكس الرسالة الحقيقية لوطننا الغالي، وتبني صورة ذهنية إيجابية لدى شعوب الدول الأخرى.