لم تشفع الرحلات المكوكية التي قام بها وفد من أهالي محافظة ظهران الجنوب إلى مقر المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، في إقناع مسؤوليها بضرورة افتتاح كلية تقنية للبنين وأخرى للبنات، في ظل تزايد أعداد الخريجين والخريجات من المرحلة الثانوية، في محافظة حدودية تمتد أكثر من 100كلم، قبالة محافظة صعدة اليمنية. إذ قابل تلك المطالب وعود من مسؤولي المؤسسة، واكتفوا بفتح فرع «دبلوم» ملحق بمقر المعهد الصناعي الثانوي بالمحافظة، لا يوجد به سوى تخصصين، ولم يعد يستوعب أعداد المتقدمين بالآلاف. تعليم متعثر أمين مجلس الأهالي عوض محمد آل جبير، طالب وزير التعليم الدكتور حمد آل الشيخ بالتدخل في حل مشكلة تعثر التعليم التقني بالمحافظة، وقال إنه على الرغم من مطالبهم التي مضى عليها أكثر من 16عاما بضرورة افتتاح كلية تقنية للبنين وأخرى للبنات، ليحصل الخريجون والخريجات منها على درجة البكالوريوس، لمساعدتهم في الحصول على وظائف تخدم الوطن، مضيفا بأنهم في كل مرة يفاجؤون بأعذار واهية، وتسويف غير مبرر من المسؤول في التدريب التقني والمهني. وقال آل جبير، إن القسمين الموجودين الآن هما تخصصا تقنية الحاسب الآلي، والتقنية الإدارية، وغير مرغوبين، لأن شهادتهما متوسطة وأعداد الخريجين منهما بالمئات منذ افتتاحهما، وهو ما أفقد شباب المحافظة الحصول على فرص وظيفية. حل المشكلة من جهته، أكد عضو المجلس المحلي محمد علي الوادعي، تحرك أعضاء المجلس المحلي بالمحافظة، وتصعيدهم الأمر إلى أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال، للتدخل وحل هذه المشكلة التي انعكس أثرها السلبي على أبناء وأهالي المحافظة. وقال، إن كثيرا من أهالي المحافظة اضطروا إلى الإقامة في مدن أبها ونجران والرياض وجدة وجازان ومغادرة المحافظة، بعدما فقدوا الأمل في إيجاد فرصة لقبول أبنائهم من خريجي الثانوية العامة في أقسام يطلبها سوق العمل بالمحافظة. مضيفا بأن هجرة سكان المحافظة تمثل خطرا كبيرا على مسيرة التنمية في أهم محافظات منطقة عسير، فعندما تشحّ خدمات الصحة والتعليم فإن ذلك يعدّ مؤشرا سلبيا، ويجب إيجاد حلول عاجلة من صاحب القرار. تخصصات جديدة الطالب أحمد الوادعي، حاصل على الشهادة الثانوية، قال إن المعهد الصناعي لا مستقبل لخريجيه، وطالب بفتح كلية وتخصصات في الهندسة بأنواعها، وترفيع درجة الشهادة من المتوسطة إلى البكالوريوس، ولن يتحقق ذلك إلا بفتح كلية تقنية مستقلة. وتعجب الوادعي من عدم وجود كلية تقنية بمحافظاتجنوب منطقة عسير، من أحد رفيدة حتى ظهران الجنوب، فيما جميع محافظات شمال منطقة عسير توجد بها كليات تقنية بها تخصصات متعددة، وهذا شيء نتمنى تحقيقه. اعتمادات مالية المتحدث الرسمي في المؤسسة العامة للتدريب التقني والتعليم الفني فهد العتيبي، أكد في رده ل«الوطن» أن افتتاح الكليات التقنية يتم وفق معايير تعتمد على إحصاءات الطلاب والطالبات بالمحافظة، وستعمل المؤسسة على دراسة افتتاح كلية تقنية للبنين وأخرى للبنات بمحافظة ظهران الجنوب، طبقا لأعداد الطلاب والطالبات والفرص الوظيفية في المحافظة، ووفقا للاعتمادات المالية المتاحة، إذ تواصل المؤسسة نشر كلياتها ومعاهدها التدريبية في كل مدن ومحافظات المملكة، بما يتوافق مع رؤية المملكة 2030، لتقديم البرامج المميزة لأبناء وفتيات الوطن، والإسهام في إمداد سوق العمل بكوادر وطنية مؤهلة.