بلغ إجمالي المصابين بحمى الضنك في المملكة 8807 إصابة خلال العامين 2017 - 2018، وذلك في 4 مناطق، جاءت النسبة الأكبر منها بمنطقة مكةالمكرمة ب 8150 إصابة ما يعادل نسبة 92.5% من أجمالي الإصابات، تلتها منطقة جازان ب 494 إصابة بنسبة 5.6%، ثم منطقة المدينةالمنورة ب 146 إصابة بنسبة 1.6%، ومنطقة نجران ب 17 إصابة بنسبة 0.2%. وأرجع مصدر مطلع ل«الوطن» سبب ارتفاع حالات حمى الضنك بمنطقة مكة إلى وجود مواقع لتجمعات المياه و المستنقعات خاصة بمحافظة جدة، حيث تمثل هذه المواقع السبب في انتشار وتوالد البعوض المسبب في الإصابة. من جانبه أكد في وقت سابق ل «الوطن» المتحدث باسم أمانة محافظة جدة محمد البقمي أن فرق المكافحة تعمل على معالجة كل المواقع المرصودة لتجمعات المياه وتباشر أعمال الرش مرتين أسبوعياً، بشكل متواصل من بداية رصدها لأي تجمعات للمياه حتى لا تتحول إلى بؤر للتكاثر ضمن نطاق 19 بلدية فرعية، مبيناً أن ذلك يأتي ضمن جهود البلديات الفرعية في القضاء على المظاهر السلبية ومهددات البيئة من حشرات وغيرها وفي مجال مكافحة البعوض المسبب لحمى الضنك. القضاء على الحمى شهد موخرا مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، ونائبه الأمير بدر بن سلطان، توقيع اتفاقيتين بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية مع أمانة جدة، واتفاقية أخرى مع المركز الوطني للوقاية من الأمراض ومكافحتها (وقاية) للقضاء على حمى الضنك. ويأتي ذلك التعاون ضمن إطار الشراكة البحثية بين مدينة الملك عبد العزيز ومنظمة الكومونولث للبحوث العلمية والصناعية الأسترالية (CSIRO)، التي تهدف إلى توطين وتطوير تقنيات المكافحة الحيوية. وتسعى المدينة من خلال هذا التعاون للقضاء على حمى الضنك باستخدام تقنيات المكافحة الحيوية (بكتيريا الفولباخيا)، وتعمل المدينة على توطين التقنية الحديثة، وتقوم بالتعاون مع أمانة جدة على تجهيز مختبرات متخصصة في مجال الرصد الوبائي والحشري والبيئي والسيطرة على الأمراض المعدية المنقولة بالبعوض. أمطار غزيرة أثار انتشار البعوض وغياب وضعف عمليات الرش من قبل أمانة منطقة جازان وبعض البلديات في المحافظات التابعة لها إلى إثارة مخاوف الأهالي من تفاقم الوضع والتسبب بالتعرض لبعض الأمراض التي يتسبب فيها البعوض كمرض حمى الضنك و الملاريا وخاصة مع موسم الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة ومحافظاتها المختلفة وتواجد عدد كبير من المستنقعات التي تمثل بيئة خصبة لها. مكافحة ضعيفة أرجع عدد من أهالي صامطة انتشار وتزايد المصابين بالمرض لعدة أسباب من بينها غياب المكافحة الاستباقية لمسببات المرض برش ومعالجة الأماكن التي تشكل بيئة خصبة لنواقله، كما أبدى الأهالي استغرابهم من غياب مشاريع الرش التي أوضحوا أنهم لم يروها على أرض الواقع. مزارع الأغنام اتهم البعض حظائر ومزارع تربية الماشية القريبة من المناطق السكنية والقرى بتكاثر البعوض وكثافته، مطالبين بسرعة تدخل الجهات المختصة ممثلة في البلديات وإزالة الأحواش المخالفة وإبعادها عن التجمعات السكانية، لما تتسبب به من روائح كريهة ومخاطر صحية متعددة على الأهالي. تكثيف الرش دفع تكاثر وانتشار البعوض بعض البلديات بتوجيه من رؤسائها لتكثيف الرش، حيث كثفت بلدية الدرب وأحد المسارحة والقفل والموسم جهودها لمكافحة البعوض عبر فرق مكافحة راجلة وأخرى متنقلة، بالإضافة إلى فرق أخرى مخصصة لزيارة المنازل والقضاء على أماكن توالد البعوض بالإضافة إلى أعمال ردم المستنقعات. جهود الأمانة وحول جهود أمانة منطقة جازان في مكافحة الحشرات الناقلة للمرض وتطهير البيئات التي تساعد على تكاثره بهذه المحافظات والقرى تواصلت الوطن مع متحدث أمانة جازان والذي لم يقم بالرد. أرباح تجارية ساهمت المشكلة في خلق فرصة تجارية للصيدليات والمراكز الطبية الخاصة، حيث تزايد الإقبال على خدمات المراكز الطبية الخاصة بصورة كبيرة لازدحام المستشفيات العامة أو عدم رضا المرضى عن خدماتها، ما أدى كذلك لتعذر بعض المستوصفات الأهلية للاعتذار عن استقبال حالات جديدة نتيجة وصولها للطاقة الاستيعابية الكلية، كما أدى تزايد البعوض نتيجة الأمطار التي شهدتها تلك المحافظات لتزايد مبيعات وأرباح قطاع الصيدلة من خلال مبيعات أجهزة ومستحضرات والكريمات الخاصة بطرد وإبعاد تلك الحشرات. 8 أسباب عزت صحة جازان للوطن على لسان متحدثها محمد دراج تزايد حالات الإصابة بحمى الضنك بالمحافظات الجنوبية لمنطقة جازان إلى عدد من الأسباب، يأتي على رأسها التغيرات المناخية وأنماط هطول الأمطار وتوسع التجمعات البشرية، حيث قال دراج إن البعوض الناقل لحمى الضنك يستطيع التكاثر بكثافة في التجمعات المائية الصغيرة مثل أحواض المزروعات وإطارات السيارات التالفة وتسربات مياه المكيفات والخزانات المكشوفة في المنازل ومشاريع البناء. جهود الصحة أوضح دراج أن هناك جهودا كبيرة لمكافحة البعوض الناقل لحمى الضنك داخل وخارج المنازل وفي كل النطاقات العمرانية بالمنطقة تنفذها الفرق الحقلية التابعة لعدد من الجهات الحكومية، بقوله إن الفرق المشتركة تقوم بتقييم الأماكن التي تسجل فيها الإصابات وتعمل على إزالة أماكن توالد البعوض الناقل، وتنفذ أعمال المكافحة بالمبيدات المعتمدة ثم تقوم بقياس أثر ذلك على كثافة البعوض الناقل وأطواره المختلفة باستخدام مصائد خاصة لهذا الغرض. وأضاف دراج أن من مهام وزارة الصحة ممثلة في مديرية الشؤون الصحية بجازان التشخيص المبكر للحالات وعلاجهما وتوعية المجتمع بأعراض المرض وطرق الوقاية منه، مؤكدا عمل الصحة على توعية الممارسين الصحيين على طرق الاشتباه والتشخيص وأساليب التعامل مع الحالات التي يتم معاينتها في المنشآت الصحية.