رغم مرور أكثر من ثلاثة أسابيع على هطول الأمطار التي شهدتها مدينة جازان مؤخراً، وشكلت تجمعات مياه راكدة في عدد من الشوارع وأراض وسط الأحياء، ما زالت معاناة الأهالي مستمرة من هذه التجمعات المائية التي ساهمت في تزايد البعوض رغم جهود فرق أمانة المنطقة للقضاء لنزحها في العديد من المواقع داخل الأحياء. وقامت "الوطن" بجولة ميدانية للوقوف على عدد من هذه المواقع التي يعاني منها الأهالي في عدد من الأحياء مثل حي الصفا وحي الروضة وحي المطار والسويس والمخططات "5 و6"، رصدت خلالها تحول هذه التجمعات المائية إلى بيئة خصبة لانتشار البعوض الناقل للأمراض. وأوضح خالد الفيفي، أحد سكان مخطط "5"، أن المستنقعات تحيط بمنزله منذ هطول الأمطار قبل نحو ثلاثة أسابيع ورغم بلاغاته المتكررة للجهات المعنية للتدخل بسرعة القضاء عليها لكن دون جدوى، مبدياً تخوفه من إصابة أبنائه بمرض وبائي جراء هذه التجمعات المائية الخطيرة التي تحولت إلى مصدر لتوالد وانتشار البعوض في ظل غياب عمليات الرش والمكافحة. فيما طالب أحد سكان حي المطار بجازان غازي درويش، الجهات المعنية بسرعة مكافحة هذه التجمعات داخل الأحياء وذلك للحد من تزايد حالات الإصابة بحمى الضنك والأمراض الوبائية الأخرى. أما المواطن محمد جوهر أحد سكان ملحق حي الصفا، فأبدى استياءه من انتشار تجمعات المياه في الحي وغياب الرش لهذه التجمعات التي تشكل خطرا كبيرا على الأهالي، مطالباً بإيجاد حلول عاجلة للقضاء عليها، لافتاً إلى أنه طالب الجهات المعنية أكثر من مرة للقضاء على هذه المستنقعات لكن دون جدوى. من جانبه، أكد أمين منطقة جازان المهندس عبدالله القرني ل"الوطن" أمس، أن مشكلة البعوض هي مشكلة نعاني منها على مستوى المنطقة وذلك لأن الجو مناسب لتكاثره، مشيراً إلى أن الأمانة تعمل على شفط المياه من هذه التجمعات في الأراضي البيضاء عن طريق الوايتات بشكل مستمر وهناك معالجات كيماوية وبيولوجية للقضاء على هذه التجمعات ومنع تكاثر البعوض من المستنقعات التي تعتبر أحواضا لتكاثر البعوض وبعد ذلك تتم عمليات الردم لها. وبين القرني أن المشكلة دائماً في تكاثر البعوض هي داخل المنازل مثل إهمال الخزانات الخارجية وأغطية الصرف الصحي ومياه المكيفات والمواشي وكل هذه المسببات تساهم في تكاثر الباعوض وطالب الأهالي بواجب التعاون المشترك مع الأمانة. وهناك لجان مكافحة تعمل بقوة، إضافة إلى مشروعين للإصحاح البيئي ونصل للبيوت من خلالها وذلك للحد من تكاثر الباعوض. وأضاف المهندس القرني ، أن الأراضي المملوكة من الصعب السيطرة عليها وخاصة في المساحات الكبيرة ولذلك نقوم بعمليات الرش عليها بشكل مستمر وليس لدينا إمكانية لردم كل الأراضي في هذه الأحياء.