أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أمس أن الولاياتالمتحدة ستسحب فريق مفاوضيها من باكستان دون التوصل إلى اتفاق مع إسلام أباد على فتح طرق الإمداد بالشاحنات لقوات حلف شمال الأطلسي في أفغانستان. وقال المتحدث باسم الوزارة جورج ليتل للصحفيين "أعتقد أن بعض أفراد الفريق غادروا باكستان في مطلع الأسبوع وستغادر البقية قريبا". وأضاف "كان هذا قرار الولاياتالمتحدة". من جهة أخرى، أكد مدير إدارة التخطيط السياسي بوزارة الخارجية الأميركية جاك سوليفان أن واشنطن بدأت في تنفيذ الاستعدادات للمرحلة الانتقالية الأخيرة لعمل القوات المسلحة الأميركية في أفغانستان من خلال التحول من المحاربة المباشرة لتنظيم القاعدة والجماعات المسلحة إلى الإشراف والدعم لعمليات تقوم بها القوات المشتركة الأفغانية المكونة من الجيش وقوى الأمن التي أشرفت عدة دول على مهام تدريبها وتجهيزها بأحدث التجهيزات. وبين سوليفان ل"الوطن" إن القوات الأميركية تريد دعم استقرار أفغانستان للوصول إلى برنامج تنموي كبير يساعد في إعادة إعمارها، وقال "منذ فترة مبكرة ونحن ندعم انتقال العمل الأمني للقوات الأفغانية، متجاوزين كل العقبات والتعقيدات في هذا المشروع الذي لا يمكن أن يقوم به إلا عناصر الأمن والجيش في أفغانستان". من جانب آخر تناول تقرير صدر قبل أيام عن مجلس الأمن القومي الأميركي جدوى استخدام القوات العسكرية في مواجهة حالات التمرد التي كانت التجارب في العراق وأفغانستان من أقوى صورها، رافضاً الربط بين عمليات مكافحة التمرد والعمليات الحربية التي يقوم بها الجيش الأميركي، معتبراً أن تطبيق إستراتيجية واحدة في عمل هذه القوة الكبيرة لموجهة قوى غير تقليدية تدخلها في حرب غير المتكافئة. وجاء في تعريف التقرير لحركات التمرد، كالذي تقوم به طالبان بأنه "صراع غير متكافئ تقوم به وحدات صغيرة مع صلات وثيقة مع السكان الواقعين تحت الاحتلال لهزيمة قوة تقليدية أكبر لا علاقة لها أو غير مدعومة من السكان"، معتبراً أن قوة العمل الاستخباري العفوي للمجموعات المتمردة لا تقل قوة عن عمل استخبارات القوات العسكرية الأجنبية الكبيرة، حيث إن (الاستخبارات الطالبانية) قادرة على جمع معلومات من السكان ومن العاملين مع القوات الأميركية ولديها إمكانات تملص ومناورة أكبر. واعتبر التقرير أن عمل قوات التمرد لا يرتبط بجدول عمل لمجموعات أخرى مسلحة كالقوات الجوية، مما يجعلها أكثر فعالية، لأنها تعتمد على تقديرات مجموعات صغيرة تتخذ قرارات الهجوم والانسحاب وتقييم الوضع بناء على تقديراتها الخاصة، مضيفاً أن الدافع الوطني لإلحاق الضرر بالقوات الأجنبية يختلف عن دافع العناصر في قوات الاحتلال في الحرص على تحقيق نتائج في محاربتهم للمتمردين وأنه مع مرور الوقت، وعدم القدرة على هزيمة التمرد تجبر قوات الاحتلال على الانسحاب. وبين التقرير أن مواجهات فيتنام والعراق وأفغانستان أظهرت أن الجيش الأميركي ليس قادراً وبشكل فعال وجيد على مكافحة التمرد.