في الوقت الذي كشفت وزارة البيئة والمياه والزراعة أن حالة الجراد الصحراوي في كل من جازان والليث تحسنت، وأن فرق الاستكشاف والمكافحة قامت خلال أكتوبر الماضي بمسح 239798 هكتارا ومعالجة 3500 هكتار، أوضح المشرف على مركز البحوث والدراسات البيئية بجامعة جازان الدكتور زراق بن عيسى الفيفي، أن المركز أنشأ وحدة أبحاث الجراد بهدفِ تربية ومكاثرة الجراد الصحراوي معملياً ثم إجراء الأبحاث المتعلقة بدورة حياته وأطواره ومكافحته، مبينا أن ذلك يأتي تماشياً مع انتشار أسراب كثيرة من الجراد في مختلف مناطق المملكة مؤخراً التي لم تسلم من هجمات أطواره المختلفة، مؤكدا أن الوحدة ستساهم في إجراء أبحاث مختلفة على المكافحة الحيوية للجراد الصحراوي وذلك باختبار بعض المستخلصات النباتية والأحياء الدقيقة التي ربما يكون لها تأثير قاتل على البيض والحوريات، وذلك للبحث عن وسائل آمنه بديلة عن المبيدات الكيميائية، إضافة إلى إتاحة المجال لطلاب الدراسات العليا للمشاركة في التجارب. أخطر الأنواع أشار الفيفي إلى أن هناك عدداً من أنواع الجراد الذي يمتاز بأن تكوينه يساعده على تحمل الظروف الطبيعية القاسية، ووجود فم قارض قوي يساعده على أكل أنواع شتى من النباتات، وله القدرة على الطيران لمسافات بعيدة في أسراب كبيرة، وذلك بفضل وجود عضلات الطيران القوية، مبينا أن الجراد الصحراوي يعد من أخطر الأنواع؛ كونه يتميز بتشكله في تجمعات كبيرة انفرادية سرعان ما تتحول إلى أسراب مهاجرة، موضحا أنه يستوطن المناطق الجافة وشبه الجافة في إفريقيا وجنوب غرب آسيا، مشيرا إلى أن قارة إفريقيا تعد أكثر القارات تضرراً من غزواته حيث يستوطن أجزاء واسعة من السودان والجزائر والمغرب وموريتانيا، إلى جانب مالي حيث يتوالد ويتكاثر. شراهة متناهية أضاف الفيفي أن خطورة الجراد الصحراوي تكمن في شراهته المتناهية في التغذية على نباتات المحاصيل والأشجار، فإذا لم يجد شيئاً أخضر فإنه لا يترك حتى الثمار الناضجة أو لحاء الأشجار، وبالرغم من أن هناك نباتات يفضلها الجراد الصحراوي من غيرها مثل النباتات النجيلية إلا أنه إذا لم يجدها يتغذى على ما يصادفه من نباتات أخرى، مؤكدا أن حشرة الجراد الصحراوي تأكل ضعف وزنها يومياً أي أن سرب الجراد الواحد الذي يحوي ملايين من الجراد يأكل يومياً أطناناً من الغذاء الأخضر الذي يعتمد عليه الإنسان والحيوان في غذائه، فإذا لم تتم مكافحته فإنه سيسبب خسائر فادحة جدا في المحاصيل. تكاثر بالملايين لإعطاء فكرة عن مدى الزيادة الهائلة في عدد أفراد السرب، فإن أنثى واحدة من الجراد الصحراوي تضع عادة 3-5 كتل بيض، متوسط عدد البيض في كل كتلة 50 بيضة، أي تنتج كل أنثى 150-250 جرادة في أول جيل، وينتج عنها في الجيل الثاني 4-6 آلاف جرادة، وفي الجيل الثالث 100-150 ألف جرادة وهكذا، وإذا ما أدركنا أن متوسط عدد السرب الواحد يصل إلى 50 مليون جرادة، فإنه يمكن تقدير مدى الزيادة العددية والسريعة للجراد خلال فترة لا تتجاوز 14 يوما في الظروف المناسبة، وقد تمتد بعض الأسراب إلى طول 100 كيلومتر. هجرة مجهولة عندما تتحول مجاميع الجراد الصحراوي إلى المظهر المهاجر فإنه يحدث طيران السرب الذي يقطع مسافات طويلة قد تصل إلى آلاف الكيلومترات دون توقف، وعندما يصل إلى وجهته تستقر أفراد السرب على الأرض خلال الليل، ثم تواصل طيرانها في النهار بمعدل طيران يتراوح بين 10 أميال إلى 15 ميلا في الساعة. وتدفعه إلى الهجرة عوامل مختلفة أهمها الحرارة وأشعة الشمس وشدة سرعة الرياح واتجاهها وعوامل فيزيولوجية أخرى، ولم يتمكن العلماء من إيجاد تفسير حقيقي لأسباب هذه الهجرة، حيث ما زالت غير معروفة تماماً، وربما أنها ليست بغرض البحث عن غذاء فكثيراً ما تركت الأسراب أو مرت على مناطق خضراء واتجهت مع الرياح إلى مناطق قد تكون أقل خضرةً وأكثر جفافاً. أنواع الجراد الأسترالي ينتشر في قارة أستراليا الأحمر يتركز في جنوب إفريقيا، والكونغو وما حولها الإيطالي يوجد في بعض أقاليم جنوب أوروبا وغرب آسيا المراكشي يظهر في أوروبا وشمال إفريقيا المهاجر يتواجد في جميع أنحاء أفريقيا وآسيا وأستراليا ونيوزيلندا