حذر أكاديمي من أسراب الجراد الصحراوي التي غزت منطقة عسير، مشيرا إلى أنها من أخطر الأنواع وتشكل خطورة على النباتات، فيما أكدت وزارة البيئة وجود 54 فرقة مكافحة على أهبة الاستعداد، وقال الدكتور خالد عسيري رئيس قسم زراعة المناطق الجافة وأستاذ المكافحة الحيوية المشارك بجامعة الملك عبدالعزيز، إن الجراد من حشرات الجنادب ويوجد ما يقارب 18.000- 20.000 نوع من الجنادب في العالم، وهي حشرات آكلة للنبات تستطيع القفز إلى 20 مرة أطول من جسمها. ويتراوح طول الجرادة الناضجة ما بين بين 3 إلى 13 سم. هجرة عبر الساحل أضاف عسيري أن الجراد الصحراوي من أشد الأنواع خطورة لما يتميز به من قدرة على السفر من خلال الطيران في أسراب تضم مليارات من الأفراد لمسافات طويلة، ويتناسل بكثرة حيث تضع الأنثى من 95 إلى 158 بيضة ولثلاث مرات على الأقل في حياتها، ويستطيع خلال رحلته في الكيلو المتر المربع أن يلتهم حوالي 100 ألف طن من النباتات الخضراء في اليوم الواحد، ويتواجد هذا النوع في المناطق الصحراوية الجافة في إفريقيا وموريتانيا والمغرب والسودان وشبه الجزيرة العربية واليمن وعمان، وفي منطقة جنوب غرب آسيا الممطرة، لذلك يطلق عليه الجراد الإفريقي المهاجر، وتابع: ما تشهده بعض المناطق في جنوب المملكة ما هو إلا جزء من هجرة الجراد الصحراوي عبر ساحل البحر الأحمر من دول تكاثره (بعض دول إفريقيا) مرورا باليمن في رحلة يمكن أن نطلق عليها مجازا رحلة الذهاب والعودة لموطنه الأصلي. مساحة مستكشفة أوضح متحدث وزارة البيئة الدكتور عبدالله أبا الخيل بأن أعمال مكافحة الجراد الصحراوي ما زالت مستمرة منذ شهرَي يونيو ويوليو في مناطق الموسم الصيفي، والتي شملت مناطق مكةالمكرمةوعسير والباحة وجازان ونجران، وبلغت المساحة المستكشفة خلال الفترة من 15 يونيو وحتى 12 يوليو، 170 ألف هكتار، والمساحة المعالجة 120 ألف هكتار، وقُدِّرت كمية المبيد المستخدم في عملية المكافحة ب45 ألف لتر EC، و3 آلاف لتر ULV، مشيراً إلى وجود 54 فرقة مكافحة تابعة للوزارة، ولفتت الوزارة إلى أن انتشار الجراد الصحراوي في هذه الفترة جاء نتيجة ظروف نشأت عن التغير المناخي، وتصادم تيارين هوائيين متعاكسين تسببا في هبوط الأسراب على الأرض وهطول الأمطار التي أوجدت رطوبة أرضية مناسبة لوضع البيض. ومن أسباب انتشار الجراد أيضاً، استمرار هجرة الأسراب خلال مايو الماضي من جنوب اليمن لتتخطى الموسم الصيفي هناك وتتوغل نحو المملكة، لتلتقي مع المجموعات المهاجرة من داخل الموسم الربيعي بالمملكة في مرتفعات جبال السروات من الطائف شمالاً حتى نجرانجنوباً. مزارع مروية أشارت الوزارة إلى أن تأخر فترة القضاء على الآفة حدث نظراً لصعوبة تضاريس مناطق الإصابة الحالية، وصعوبة أو عدم إمكانية استخدام آليات مكافحة الجراد المتخصصة سواء الأرضية أو الجوية، إضافة إلى وجود المزارع المروية ذات المحاصيل المختلفة بالقرب من المناطق السكانية بشكل لصيق. وأكدت أن الفرق الميدانية تتجاوب أولاً بأول مع البلاغات في المنازل والمزارع والطرقات، مستخدمةً سيارات المكافحة التابعة للوزارة للتوغل في الأودية والمناطق المفتوحة لوقف زحف الجراد نحو القرى والحيازات الزراعية.