بدأت الجهات المختصة وعلى مستوى مناطق المملكة تكثيف جهودها لمواجهة الأضرار المتوقعة من جراء زحف الجراد الصحراوي على المملكة والقادم من الدول المجاورة فيما رجحت مصادر في وزارة الزراعة أن الأضرار لن تكون بالحجم الخطر والمفجع. وقال الدكتور محمد حامد الغامدي عضو هيئة التدريس بكلية العلوم الزراعية والأغذية بجامعة الملك فيصل بالأحساء ل (اليوم) أن المملكة تمتلك الاستعدادات الكافية والكبيرة لمقاومة زحف الجراد الصحراوي والذي يعتبر وصوله إلى الأحساء لا قدر الله ضارا بما تملكه المحافظة من أراض زراعية مختلفة المحاصيل ومع ذلك فأن حركته ستكون ضعيفة بعد أن يكون قد تعرض لمكافحة بالمبيدات المجهزة لهذا الغرض من جانب فرق المكافحة وطائرات الرش. ومضى يقول : أن ظروف الطقس الذي تشهده الأحساء حالياً وإقبالها على أجواء باردة سوف يحد من توجهه إليها لكونه في الأصل هاربا من مناطق باردة مشيراً إلى أن محافظة الأحساء شهدت ظاهرة زحف الجراد قبل عدة سنوات وتمت السيطرة على أفواجه دون خسائر كبيرة في المحاصيل الزراعية وهذا تم بفضل الله ثم بالجهود التي توفرها الدولة رعاها الله في مكافحة هذه الحشرة وآثارها على المناطق الزراعية. وكانت منظمة الاغذية والزراعة - الفاو- قد حذرت أمس الأول البلدان المجاورة لمصر من احتمال وصول أسراب الجراد الصحراوى الذى يجتاح حاليا معظم المدن المصرية اليها قريبا، حيث يحتمل أن يصل عدد بسيط من الجراد الصحراوى الى المملكة والاراضى الفلسطينية المحتلة والسودان كما أنه من غير المتوقع أن تصل موجات متعاقبة من أسراب الجراد الى هذه الدول كما حدث فى دول المغرب، داعيةً اتخاذ الاجراءات لمكافحتها فى وقت مبكر قدر الامكان، وكانت أسراب من الجراد قد غزت شمال مصر فى وقت سابق من الشهر الحالى وظهرت على نطاق واسع فى أنحاء البلاد وتحركت فى الوقت الحالى باتجاه سيناء وخليج السويسوالبحر الاحمر ووصل بعضها بالفعل الى ساحل شمال سيناء المطل على البحر المتوسط على بعد مئة كيلومتر من غرب غزة0 الجرادة الواحدة تأكل ضعف وزنها وفي جدة تعقد وزارة الزراعة والمياه بمحافظة جدة وبالتعاون مع الهيئة الاقليمية لمكافحة الجراد الصحراوي والتابعة لمنظمة الاغذية والزراعة بالامم المتحدة دورة تدريبية لاستكشاف الجراد الصحراوي وطرق مكافحته، كما تشمل هذه الدورة كل ما يتعلق في دورة حياة الجراد وطرق تكاثره وانتشاره ويشارك في الدورة مختلف مديريات الزراعة بمناطق التكاثر الشتوي والممتدة من تبوك شمالا وحتى الحدود السعودية اليمنية جنوباً. وتعقد هذه الدورات لعدة اسباب من أهمها هي القاء نبذة عن الاضرار التي يسببها غزو الجراد من تدمير وخسائر على الثروة الزراعية والبيئة واتلاف معظم نباتات المراعي والغابات لكونه سريع التكاثر سريع التجمع والتنقل على هيئة اسراب كبيرة، وكل سرب يتكون من ملايين الجراد وهو ايضاً مدمر في اتلاف المحاصيل حيث تأكل الجرادة الواحدة ضعف وزنها وهذا يعني بانه لو وجد سرب واحد يبلغ اقل معدلات تجمعاته ما يقارب 40مليون جرادة هذا يعني أن ما يتلفه السرب 80طناً من المحاصيل الزراعية يومياً.. كما يغزو الجراد اكثر من 60دولة من دول العالم معظمها من دول العالم الثالث. ونظراً لما تسببه هذه الآفة من خطورة فقد تكاتفت الدول لايجاد الوسائل والسبل لمكافحة هذه الآفة والحد من اخطارها واضرارها الاقتصادية من خلال آلية علمية اتخذت طابعاً دولياً تمثلت في قيام منظمة الاغذية والزراعة بتأسيس ادارة متخصصة بمقرها بروما مهمته مساعدة الدول (المعرضة) لغزو وتكاثر الجراد سواء بالاستكشاف او المكافحة او جمع التقارير والمعلومات او التدريب وتشجيع البحث العلمي لتطوير اساليب وطرق المكافحة والاستكشاف واختيار مواد المكافحة الفعالة ذات التأثير على الجراد مع التقليل من اخطار التلوث البيئي لهذه المواد مع استخدام احدث وسائل الرصد والحصر البيئي من خلال الاستشعار عن بعد واستخدام الاقمار الصناعية المتطورة لرصد تحركات الجراد تبعاً للتغييرات المناخية والبيئية السائدة على تلك الدول كما حثت المنظمة الدول المتضررة على تكوين تكتلات اقليمية وجهات متخصصة لمكافحة الجراد. من هو الصحراوي؟ خطورة الجراد الصحراوي قديمة جداً فهو من الحشرات المعروفة بخطورتها منذ القدم حيث اكتشفت رسوم منقوشة على اثار العراق والمكسيك وقدماء مصر كما ذكر الجراد في الكتب السماوية ولا يزال الجراد يفتك بالكثير من المزروعات ويسبب اضراراً بالغة بالثروة الزراعية العالمية ويأتي ذلك على حسب التوزيع الجغرافي، حيث يهدد الجراد الصحراوي شرق المحيط الاطلنطي وجزر سانت هلينا البريطانية ويحتمل وصوله الى الدانمارك ومنطقة البحر الابيض المتوسط وقد عثر على بعض الجراد الصحراوي في سيريلانكا واستراليا. مظاهر الجراد الصحراوي توصل العالم الى استنباط نظرية صحيحة خاصة بتطور مظهر هذه الآفة في اماكن تكاثرها بسبب ظروف معينة تمر بها اثناء تطورها من الحورية الى حشرة كاملة وتطير هذه الحشرة الى ارتفاع يصل من 1000الى 1800وفي بعض الحالات قد يرتفع الى ارتفاع شاهق لا يرى بالعين المجردة. ويصل تعداد بعض الاسراب الى 100مليون جرادة بالسرب الواحد ويتراوح عدد جراد السرب ما بين 40الى 80مليون جرادة ويبلغ اتساع السرب الى عدة كيلومترات مربعة وقد يقطع احياناً حوالي 2400كيلومتر بدون توقف اي انه قد يطير 20ساعة متواصلة ويعتمد على الدهون المخزنة بجسمه في حالة طيرانه. ما طرق وصول الجراد للمملكة؟ يحدث التكاثر على الامطار الصيفية الناتجة عن الرياح الجنوبية الغربية في منطقة التكاثر الصيفي مثل باكستان ومالي والنيجر واثيوبيا وتظهر الحوريات بها من يوليو الى اكتوبر، وذلك بمناطق جنوب صحاري مروراً بموريتانيا حتى السودان واثيوبيا وسواحل البحر الاحمر في السعودية واليمن بل وتعتبر ايران وسواحل البحر الاحمر في السودان واثيوبيا والسعودية من مناطق التكاثر الشتوي لهذه الآفة والربيعي ايضاً واما بالنسبة الى شبه الجزيرة العربية فهي منطقة تتأثر بوضعية الجراد الصحراوي من مناطق الهند وباكستانوايران وافغانستان وكذلك حالة الجراد في شرق افريقيا إذ ان الاسراب الناتجة من التكاثر الصيفي في المناطق المذكورة يهاجر بعضها الى الجزيرة العربية في الخريف والشتاء وتستقر للتكاثر الشتوي والربيعي. ومن طبيعة الجراد الصحراوي مهاجمته للكثير من النباتات سواء البرية او المزروعة ومن اهم النباتات التي يغزوها والمفضلة لديه القمح والذرة والدخن والشعير والنخيل والموالح والعنب والرمان ومعظم الخضروات والعرفج والشمام والآراك. شراهة في الأكل.. منظمة الفاو تقول : ان جزءا صغيرا من سرب متوسط الحجم من الجراد الصحراوي، يستطيع ان يلتهم في يوم واحد الكمية ذاتها من الطعام الذي يتناوله 2500 شخص. أما في نيقوسيا فوصفت السلطات حشرات الجراد بانها كبيرة ووردية اللون. وظهر الجراد للمرة الاولى على السواحل الغربية للجزيرة مؤخراً ثم انتقل الى المناطق الداخلية. جاء في وصف غريب للجراد أن هناك الآلاف منها. لم ير سابقاً الا في التلفزيون. وسببت أفواج الجراد التي اجتاحت موريتانيا في تضاعف أسعار الخضروات والبقول واللحوم ومعظم المواد الغذائية ، وخلفت خسائر مادية تقدر بملايين الدولارات، وذلك بعد أن قضت الأسراب التي تحركت في رحلتين من الشمال إلى الجنوب وفي الاتجاه المعاكس على المحصول الزراعي لهذا العام بشكل نهائي ، ودمر الجراد معظم أجزاء الغطاء النباتي الذي يشكل مصدر التنمية الوحيد لثروة حيوانية تقدر بنحو 15 مليون رأس من المواشي، تعتمد عليها أعداد كبيرة من الموريتانيين في حياتهم اليومية. جدير بالذكر أن القدرات التدميرية لآفة الجراد الصحراوي تعتبر كبيرة، حيث يقدر السرب الواحد منه بنحو 3 مليارات جرادة، يغطي نحو 60 كيلومترا مربعا، ويتلهم سرب واحد من الجراد يوميا ما يناهز الكمية التي يتناولها 2500 شخص. ويمكن لأسراب الجراد أن تطير لمسافة تصل إلى 200 كيلومتر في اليوم الواحد، كما يمكن لإناث الجراد أن تضع كتل البيض في ما لا يزيد عن 4 مراتٍ في حياتها وتحتوي كل كتلة على قرابة 70 بيضة. القاهرة العاصمة العربية التي تضررت منه هناك من يشتهيه فيشبعه طبخا