في الوقت الذي أجل فيه مجلس النواب العراقي اجتماعاً حاسماً لعدم اكتمال النصاب، قتل ستة أشخاص، أمس، في تجدد الاحتجاجات في العراق، بينهم ثلاثة متظاهرين في بغداد وفق حصيلة رسمية، وثلاثة أشخاص برصاص حماية مسؤول محلي في جنوب البلاد، وذلك بعد أن قتل نحو 200 شخص خلال التظاهرات المطلبية، وقال العضو في المفوضية العراقية لحقوق الإنسان علي البياتي، إن «ستة أشخاص قتلوا في احتجاجات العراق السبت، ثلاثة في بغداد وثلاثة في الناصرية جنوباً»، من دون مزيد من التفاصيل، فيما أفادت مصادر أمنية وطبية في الناصرية أن الأشخاص الثلاثة قتلوا بالرصاص خلال إقدام محتجين على اقتحام منزل رئيس اللجنة الأمنية في محافظة المدينة وإضرام النار فيه. تجدد المظاهرات واحتشد مئات المتظاهرين، أمس، في ساحة التحرير وسط بغداد للمطالبة مجدداً بإسقاط الحكومة، حيث استخدمت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، بعد ليلة دامية شهدت إحراق مقار أحزاب سياسية وفصائل مسلحة. وقتل أكثر من عشرين من الضحايا الجمعة، خلال أحداث عنف شكلت منعطفاً جديداً تمثل بحرق واقتحام مقار، في جنوبالعراق، لأحزاب سياسية ومكاتب نواب ومقار فصائل مسلحة تابعة لقوات الحشد الشعبي، ومن بين الضحايا، أكثر من 12 متظاهراً قضوا في تلك الحرائق التي وقعت مساء، فيما لم تشهد بغداد وقوع مثل تلك الهجمات. الاستعداد للمبيت أحضر عشرات منهم فرشات وأغطية للنوم وانتشر مئات آخرون في ساحة التحرير، المركز الرئيسي للاحتجاجات في وسط بغداد عند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والبرلمان وسفارات أجنبية. ويطالب المتظاهرون في عموم العراق، باستقالة الحكومة وسن دستور جديد وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في هذا البلد الذي يحتل المرتبة ال12 بين الدول الأكثر فساداً في العالم. فخ ودعا رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى إصلاح نظام التعيينات في الخدمة المدنية وخفض سن المرشحين للانتخابات في العراق الذي تصل نسبة الشباب بعمر 25 عاما إلى 60% من سكانه، وقالت إحدى المتظاهرات يرافقها ابنها «قالوا للشباب: ابقوا في بيوتكم سنجد لكم حلولا ورواتب. لكن هذا فخ». قنابل صوتية من جانبه، دعا المرجع الديني علي السيستاني عبر خطبة صلاة الجمعة إلى الإصلاح ومحاربة الفساد عبر تظاهرات سلمية، فيما طالب الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر باستقالة الحكومة مهدداً بمشاركة أنصاره في التظاهرات. وأطلق أحد المتظاهرين في ساحة التحرير، صيحات تقول «الصدر .. السيستاني، عار»، وتابع هذا الرجل الذي ذكر بأنه «ليس لديه فلس واحد»، بعصبية «كافي، أطلقوا علينا قنابل صوتية ودخانية». جرائم فساد ويعتبر المتظاهرون أن السلطات السياسية التي تولت قيادة العراق بعد سقوط نظام صدام حسين عام 2003، وخلال 16 عاما الماضية ارتكبت جرائم فساد كلفت البلد وفقا لمصادر رسمية 450 مليار دولار، أي ضعف الناتج المحلي للعراق الذي يعد ثاني بلد منتج للنفط في منظمة أوبك. صراعات على مسافة قريبة من ساحة التحرير، كان مقرراً أن يعقد مجلس النواب أمس اجتماعاً عند الواحدة ظهراً بهدف «مناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ الإصلاحات»، غير أنه أعلن تأجيلها إلى أجل غير مسمى، لعدم اكتمال النصاب، حتى الآن، أصيب البرلمان بالشلل بسبب الانقسامات بين كتله السياسية، ولم يتمكن من التصويت على تعديل وزاري لعدم اكتمال النصاب القانوني في أكثر من مناسبة. مصدر العنف وفي جنوب البلاد، تصاعدت وتيرة العنف التي أدت لوقوع عدد كبير من القتلى والجرحى، بسبب اقتحام مقار حزبية وأخرى لفصائل في الحشد الشعبي، وقال حارث حسن الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، إن «الغضب الشعبي توجه ضدهم لأنهم يمثلون الواجهة البارزة للنظام السياسي، الأمر الذي دفع آخرين للمشاركة في هذا العنف»، ويرى هذا الباحث أن مصدر العنف هم «مؤيدو مقتدى الصدر»، موضحا أنه «وجد فرصة لاتخاذ إجراءات ضد تيار منافس»، لافتاً إلى أن هؤلاء «وجدوا فرصة لاتخاذ إجراءات ضد الفصائل المنافسة مثل عصائب أهل الحق وبدر وكتائب حزب الله» التي تعد الأقوى بين قوات الحشد الشعبي. تطورات المشهد العراقي لليوم الثاني مقتل 6 متظاهرين برصاص الأمن العراقي مجلس النواب يفشل في عقد جلسة لبحث المطالب المتظاهرون يحضرون فرشات وأغطية للنوم في ساحة التحرير ميليشيات منافسة وراء اقتحام مقار حزبية وفصائل في الحشد