احتشد مئات المتظاهرين السبت في ساحة التحرير وسط بغداد للمطالبة مجددًا بإسقاط الحكومة، واستخدمت القوات الأمنية القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم بعد ليلة دامية، شهدت إحراق مقار أحزاب سياسية وفصائل مسلحة، في وقت تعطلت فيه جلسات البرلمان العراقي لعدم اكتمال النصاب، وعدم وصول الأعضاء إلى مقر البرلمان لكثافة أعداد المتظاهرين. وقُتل أكثر من أربعين من الضحايا أمس الجمعة خلال أحداث عنف، شكلت منعطفًا جديدًا، تمثَّل بحرق واقتحام مقار في جنوبالعراق لأحزاب سياسية ومكاتب نواب ومقار فصائل مسلحة تابعة لقوات الحشد الشعبي. ومن بين الضحايا أكثر من 12 متظاهرًا قضوا في تلك الحرائق، فيما واصل محتجون السبت التجمع في تظاهرة «سلمية»، دعت إلى «إسقاط الحكومة». وأحضر عشرات منهم فُرشًا وأغطية للنوم، وانتشر مئات آخرون في ساحة التحرير، المركز الرئيسي للاحتجاجات في وسط بغداد عند جسر الجمهورية المؤدي إلى المنطقة الخضراء، حيث مقر الحكومة والبرلمان وسفارات أجنبية. ويطالب المتظاهرون في عموم العراق باستقالة الحكومة، وسن دستور جديد، وتغيير الطبقة السياسية الحاكمة في هذا البلد الذي يحتل المرتبة ال12 بين الدول الأكثر فسادًا في العالم. وشهدت جلسات مجلس النواب تأجيلاً نظرًا لعدم اكتمال النصاب؛ إذ كان من المقرر أن تعقد جلسة يوم أمس بهدف «مناقشة مطالب المتظاهرين وقرارات مجلس الوزراء وتنفيذ الإصلاحات»، بحسب جدول أعمال المجلس.