أعلن مشاركون في المؤتمر الصحفي الأول لمنتدى جدة للاستثمار الرياضي استعدادهم لمساعدة الأندية السعودية على تجاوز أزماتها المالية بعد أن ارتفع أنينها في العامين الماضيين نتيجة التزاماتها المتراكمة التي أدخلتها متاعب وقضايا كثيرة بعضها أمام الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وحظي المؤتمر الذي عقد أمس في مقر الغرفة التجارية بجدة بمشاركة رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم المكلف أحمد عيد، ورئيس رابطة دوري المحترفين محمد النويصر، وتوماسو بيندوني رئيس الشركة الإيطالية المنظمة، ونائب رئيس الغرفة التجارية الصناعية بجدة مازن بترجي ونائب الأمين العام حسن دحلان وأعضاء لجنة الاستثمار الرياضي بغرفة جدة. وأكد بترجي أن الآمال معقودة على المنتدى لإيجاد طرق مبتكرة لزيادة مداخيل الأندية والقطاعات الرياضية، وقال "كثير من رجال الأعمال يأملون في تحويل الأندية السعودية إلى شركات مساهمة من أجل الدخول بقوة لضخ الاستثمارات، ولاسيما أن الوضع الحالي القائم على التبرعات و(حب الخشوم) لا يمكن أن يستمر طويلاً، فمن يدفع اليوم لن يدفع غداً.. ومن المهم أن تكون هناك آلية واضحة ومداخيل ثابتة لإدارة الأندية". وأكد بترجي أن "غرفة جدة قامت بمسؤوليتها من خلال إنشاء لجنة خاصة بالاستثمار الرياضي.. علاوة على أن رئيسها الشيخ صالح كامل يترأس اللجنة العليا لإدارة نادي الوحدة.. وله باع طويل في مجال الاستثمار الرياضي، وهناك إيمان كامل أن الاستثمار الرياضي يمكن أن يشمل مجالات كثيرة وليس كرة القدم فقط.. فهناك الأندية الخاصة ورعاية الأبطال القادرين على تحقيق الإنجازات في الدورات الأولمبية. وعلينا أن ندرك أن الشركات الراعية لا تدفع الملايين بلا مقابل، بل تدفعها وفق حسابات دقيقة طمعاً في مردود إيجابي من تلك الشراكة الإستراتيجية، ومن هنا فإن الطرفين مطالبان ببذل أقصى الجهود لإنجاح هذه الشراكة واستمرارها". من جانبه أكد عيد أن "الرياضة بشكل عام وكرة القدم خصوصاً تقوم على ثلاثة عوامل رئيسة هي الجانب الفني والمالي والبشري.. وقد نجحنا في المملكة بالتعاقد مع أجهزة فنية ومدربين على أعلى مستوى، كما أن الأمور المالية متوفرة، ولله الحمد، في حين نعاني من مشكلة (فكر).. ونحتاج إلى طرق مبتكرة لدعم الأندية وإيجاد استثمارات قوية لها، ولاسيما أن الأندية التي تملك رعاة لا تتعدى خمسة أندية فقط". وأشار عيد إلى أنه منذ مشاركته في منتدى الاستثمار بدبي وهو يحلم بنقل هذا الحدث إلى السعودية في ظل وجود شركة إيطالية مشهود لها بالكفاءة، مثمناً تولي الغرفة التجارية الصناعية بجدة مسؤولية إقامة المنتدى الذي سيعود بالنفع على الرياضة بشكل عام وكرة القدم خصوصاً، وقال "نعيش مرحلة وبيئة مناسبة لدعم قطاع الاستثمار الرياضي في المملكة، بالتعاون والتنسيق الكامل مع القطاعات الحكومية وشبه الحكومية والخاصة". وتوقع عيد أن يحظى المنتدى المقرر في 16 سبتمبر المقبل بحضور نجوم الكرة السعودية ومسؤولين ومتخصصين ومهتمين بالمجال الرياضي من داخل المملكة وخارجها، وذلك طيلة فترة انعقاده التي تصل إلى ثلاثة أيام تنظم خلالها عدد من ورش العمل والجلسات العلمية التي يشارك فيها نخبة من المتخصصين والأكاديميين الذين سيناقشون محاور متعددة في تنمية الاستثمارات الرياضية، مشيراً إلى أن عدد ممارسي كرة القدم في المملكة يتجاوز ال400 ألف شاب، في حين أن الذين يلعبون في الأندية لا يتجاوزون ال10% فقط من هذا العدد.. والباقي يمارسون اللعبة بشكل عشوائي. وفي مداخلة له، قال النويصر "أختلف مع المطالبين بتحويل الأندية السعودية إلى شركات، وأشهر أندية العالم، برشلونة وريال مدريد، يعيشان ظروفاً مشابهة لأنديتنا السعودية، ولم تتم خصخصتهما، لكن هناك شركات تقوم بإدارتهما وضخ الاستثمارات بهما. ورابطة دوري المحترفين تعمل على خلق شراكات مع المستثمرين ورجال الأعمال من أجل دعم الأندية السعودية". وتمنى رئيس اللجنة العلمية للمنتدى الدكتور ياسين الجفري أن تساهم الجلسات العلمية التي ستعقد على مدار ثلاثة أيام في زيادة مداخيل الأندية وإيجاد حلول للأندية الأخرى التي تعاني من الشح المالي، مشيراً إلى أن هناك محورا عن دور المدارس والجامعات في تنمية المواهب الرياضية، حيث سيشارك نخبة من أبرز المختصين في الرياضة..