الاختبار الدولي للقراءة والرياضيات والعلوم، والمختصر اسمه ب«PISA»، هو اختبار دولي ظهر نتيجة المنافسة الشديدة بين دول العالم في الاقتصاد، وكان التعليم هو المحدد للفوز والخسارة فيه. كثير من دول العالم دخلت الاختبار بطلابها من باب الفضول حتى تعرف موقعها بالضبط من جودة التعليم، فأصيبت بما يسميه الباحثون في التعليم «PISA shock» بمعنى أنهم صدموا من النتيجة التي لم يتوقعوها أبدا. أشهر دولة على الإطلاق في معايشة هذه الصدمة هي ألمانيا، والتي دخلت الاختبار سنة 2000، وذهلت من الفارق الشاسع بين نتيجتها ونتيجة فنلندا، لم يصدق الألمان أنفسهم أن طلابهم بهذا المستوى المتأخر والمتخلف عن دولة جارة مثل فنلندا، وليس ذلك فحسب، بل إن نتيجتها هي أقل من المتوسط الذي وضعته منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. هذه الصدمة تلقاها الألمان بغضب بالغ حتى إنه سارت مظاهرات منددة بالتعليم، ومطالبة بالإصلاح، وعقدت عدة مؤتمرات، شارك بها باحثون في التعليم وإدارته لإيجاد حل لهذه النتيجة، وانتهت بإعادة هيكلة التعليم، وإنشاء مقيم داخلي للتعليم والعديد من الإصلاحات. هذا ما يحدث في أي بلد في العالم، يحصل على نتيجة من الاختبارات الدولية المقيمة للتعليم، يصدمون ثم يناقشون الأزمة ثم يجدون حلّاً لها. هذا ينقلني للتساؤل عما حدث عندما حصلنا على نتائج أحد هذه الاختبارات الدولية مثل اختبار «TIMSS»، وهو اختبار يهتم بالرياضيات والعلوم، ونتيجتنا فيه لسنة 2015 صادمة فعلاً، حيث لم يصل للمعيار الأعلى سوى واحد في المئة من الطلاب، بينما كانت نتيجة 52 % توضح أنهم لم يصلوا إلى المعيار، وهي أدنى نتيجة للاختبار. في الحقيقة لم نفعل شيئا، ولا حتى مقارنة النتيجة بما سبقها مثلاً، تلقينا النتيجة بصمت مطبق وكأنها لا تعنينا أبدا، وأعني على المستوى الشعبي والأكاديمي. على كل حال أردت بهذا المقال التذكير بما يجب علينا فعله عندما نحصل على نتائج اختبارنا، والتي ستنشر في ديسمبر المقبل، وأرجو أن تكون النتيجة جيدة، حتى نصدم لأنها لم تكن جيدة جدا.