ضربت أزمة المياه 6 مدن ومحافظات في منطقة عسير الأسبوع الماضي، وذلك تزامنًا مع موسم الصيف بالمنطقة، ورغم أن الكثير اعتبروا أن هذه الأزمة «سيناريو» مستمرا ومتكررا في هذه الفترة من كل عام، إلا أن مصدرا اعترف ل«الوطن» بأن هناك عدم مساواة في الكمية الفعلية خلال هذا الموسم مع أشهر السنة الأخرى. «الوطن» رصدت خلال جولتها على مدن ومحافظات عسير مشهد صهاريج المياه، واصطفاف المواطنين أمام محطات التحلية، والذي بات مألوفًا في كثير من المدن خلال الصيف خصوصاً مع ازدياد استهلاك المياه. بوادر الأزمة تصل أبها انطلقنا من محطة مدينة أبها التي شهدت زحاماً متوسطاً من المستهلكين، إذ يتعين على المستهلك الحضور إلى كاونترات التوزيع للحصول على بطاقة الخدمة، وسط توفر كميات بين 16 طناً و28 طناً و30 طناً. ورصدت «الوطن» عملية توزيع بطاقات الخدمة، إذ كانت تسير بشكل مرن، واعتمدت فترة الانتظار على وقت دخول صهاريج المياه الجديدة إلى المحطة، في حين أن مدة الحصول على الخدمة ووصول الصهريج إلى المستهلك تراوحت بين نصف ساعة إلى ساعة تقريبا، وفي حالات استمرت مدة انتظار الصهريج إلى يوم كامل «24 ساعة». وعزت مصادر خاصة ب«الوطن» سبب الازدحام الطفيف الذي تشهده محطة مياه أبها بنقص حدثَ إبّان انقطاع التيار الكهرباء مؤخرا على المنطقة، وتزامن ذلك مع زيادة في الطلب، إضافة إلى حرص المستهلكين على التزود بالمياه لاسيما في موسم الصيف، مؤكدة أن الوضع في تحسن تدريجي، وسط معلومات تؤكد استقرار ضخ الشبكات الخاصة بالمنازل. أهالي تنومة يستبدلون مياه المحطات بالآبار أعادت أزمة المياه أهالي محافظة تنومة إلى مياه الآبار، وقال أحد سائقي الصهاريج إن «المحطة تغلق أبوابها فور انتهاء المخصص لها في التوزيع يوميا، خصوصا أن الكمية التي توزع لا تتجاوز 2000 طن يوميا، وهذه الكمية قليلة في موسم الصيف الذي يزيد فيه الطلب مع تزايد الزوار والمصطافين»، مؤكدا أن أغلب سائقي الصهاريج اتجهوا إلى الآبار القديمة والصالحة للشرب لتغطية الطلب المتزايد من المستهلكين. بلقرن ليست أحسن حالا لم يكن الوضع أحسن حالا في محطات توزيع المياه في محافظة بلقرن ومراكزها، والتي كان الازدحام بها في ذروته من قبل المستهلكين للحصول على صهريج ماء لسد احتياجاتهم اليومية. وأكد مجموعة من المستهلكين، أن إدارة المحطة اضطرت إلى اعتماد آلية تنظيم جديدة لفك الازدحام المتزايد على المحطة عبر توزيع أرقام مخصصة لكل مستهلك. وبين عدد منهم استياءه، مطالبا بضرورة تشغيل محطة توزيع المياه بالبشائر؛ لتكون أحد الحلول التي ستسهم في معالجة الأزمة قبل وقوعها خصوصا أنها بدت تلوح في الأفق. ارتفاع الأسعار في الحرجة كان الوضع أكثر سوءًا في محافظة الحرجة، وقال المواطنان سعد الهاجري وصالح آل مقرح، إن التلاعب بأسعار صهاريج المياه أصبح عياناً للجميع من قبل العمالة الوافدة مع تفاقم الأزمة هنا منذ أكثر من أسبوع، حتى وصل سعر الصهريج الواحد إلى 200 ريال، رغم أن سعره الافتراضي لا يتجاوز 70 ريالاً، وذلك نظرا لتزايد الطلب من قبل المستهلكين، ووصل الأمر إلى أن المستهلك يحتاج إلى مدة قد تصل إلى 3 أيام للحصول على صهريج ماء واحد، مما دفع بعض العمالة الوافدة إلى جلب مياه الآبار والسدود في ظل انعدام الرقابة عليهم. استقرار في سراة عبيدة قال مصدر خاص ل«الوطن» إنه «من الصعب تحديد ما حدث، لتفاقم أزمة المياه في المحافظات والمدن الأخرى بالمنطقة، والتي دائما ما تكون بسبب زيادة الطلب، إضافة إلى حرص بعض المستهلكين المبالغ فيه على التزود بالماء للحصول على أكبر قدر ممكن لا سيما أننا في موسم الصيف». وعن محطات التوزيع في محافظة سراة عبيدة ومركز عين اللوي، فقال إن «الوضع مستقر ولا تواجه محطات توزيع المياه أي إشكالية قد تتسبب بنقص الكميات». بللسمر و بللحمر «الوطن» وقفت خلال جولتها على محطتي توزيع المياه بمركز بللسمر وبللحمر، حيث قال المواطن خالد الأسمري إن «الطلب والعرض في محطة بللحمر مستقران»، مؤكدا توفر احتياج المستهلكين بشكل طبيعي. ارتفاع الطلب في خميس مشيط علمت «الوطن» أن نسبة طلب الصهاريج تزايدت مطلع الأسبوع الجاري بشكل يومي، حيث صرفت إدارة المحطة نحو 500 بطاقة للمستهلكين، وتزايد الطلب إلى 800 بطاقة يوم الأربعاء الماضي، حيث قال مصدر ل«الوطن» إن «المحافظة ومراكزها تحظى بزيادة عدد الزوار والمصطافين خاصة نزلاء مرافق الإيواء وغيرها، مما يؤكد الحاجة لرفع كميات المياه خلال موسم الصيف»، مشيرا إلى عدم مساواة الكمية الفعلية في هذا الموسم مع أشهر السنة الأخرى. ولفت إلى أن شبكات المياه في المحافظة تعمل بشكل يومي وبكمياتها المعتادة، منبها إلى ضرورة أن يكون هناك خطة موازنة للكميات المصروفة للشبكات وبالتوافق مع المحطات في المواسم لمواكبة الطلب المتزايد، متوقعا زيادة الطلب خلال الأيام القادمة. وأوضح المصدر أنه «في حال ازداد الطلب إلى أكثر من المخصص اليومي التي تصدره المحطة، قد تضطر إلى استخدام الخزن الإستراتيجي وفق ظروف معينة يقدرها المسؤول بالمنطقة»، مطمئنا الجميع بأن الوضع الحالي للمحطات لا يشكل ضرورة للاستعانة بالخزن. أهالي السرح يعانون نقص المحلاة في مركز السرح شمال محافظة النماص، تجمع عدد من الأهالي منذ ساعات الصباح للبحث عن صهاريج، وطالب الأهالي من المسؤولين عن مشروع تحلية المياه بزيادة ضخ المخصص لمركزهم، وحل هذه المشكلة المتكررة في ظل شح مياه الآبار وندرتها. ويقول المواطن محمد سعد آل خزيم، إن «معاناة المركز تتجدد سنوياً مع موسم الصيف، وفي وقت ازدياد زوار ومصطافي المحافظة، لذلك من المهم زيادة المخصص للمركز من المياه المحلاة، ورفع هذا المنسوب تبعاً لما تقتضيه الحاجة». 43 محطة لتوزيع المياه بمنطقة عسير - سعر الصهريج في الأيام العادية 100 ريال - سعر الصهريج في موسم الصيف يصل إلى 200 ريال - سعة الصهريج مقسمة إلى 16 طنا و28 طنا و30 طنا