فيما كان المجتمع الدولي يستنفر قواه لإصدار بيان غير ملزم حول المجزرة التي ارتكبها النظام السوري في الحولة، كانت كتائب الرئيس بشارالأسد ترتكب مجزرة جديدة في حماة أسفرت عن مقتل 41 شخصا بينهم ثمانية أطفال وخمس نساء، سبقت وصول الموفد الدولي العربي المشترك إلى دمشق أمس ولقائه الرئيس بشار الأسد اليوم. وكان مجلس الأمن قد توصل بعد مشاورات مرهقة، بالإجماع إلى بيان رئاسي يدين بعبارات حادة النظام السوري بسبب ارتكاب قواته مذبحة الحولة، التي أصبحت نقطة تحول في تعامل المجتمع الدولي مع الوضع في سورية بأكمله. ووافق المجلس بما في ذلك روسيا والصين، على تحميل نظام الأسد مسؤولية المذبحة، ورفض ادعاءاته بأن قواته ليست مسؤولة عنها. من جهتها، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين بسورية أمس بيان مجلس الأمن، معتبرة أنه "رسالة قاتلة" تساهم في استمرار المجازر. وقالت "إن اكتفاء مجلس الأمن بإصدار بيان بلا معنى حول المجزرة، بدلا من إصدار قرار تحت الفصل السابع، وبدلا من تحديد موقف يتحمل فيها المجلس مسؤولياته حيال حماية المدنيين السوريين، فإنه يرسل عددا من الرسائل ليس الخاطئة فقط، بل القاتلة والمدمرة". في غضون ذلك، عبر عنان عقب وصوله دمشق أمس عن "صدمته إزاء مجزرة الحولة"، مشددا على ضرورة "محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الوحشية وتقديمهم للمساءلة". وأوضح أنه يعتزم إجراء "مناقشات جادة وصريحة" مع الأسد وآخرين أثناء وجوده في البلاد. وحث الحكومة السورية "على اتخاذ خطوات جريئة للدلالة على أنها جادة في عزمها على حل هذه الأزمة سلميا". وأوضح أنها "رسالة للسلام يوجهها ليس فقط إلى الحكومة، ولكن لكل شخص يحمل سلاحا". وقال أحمد فوزي، الناطق باسم عنان، من جنيف إن الموفد الدولي سيلتقي خلال زيارته "ممثلين عن المعارضة والمجتمع المدني". وميدانيا، قتل 18 شخصا بأعمال عنف أمس معظمهم من القوات النظامية التي تتواجه مع مجموعات منشقة في أكثر من منطقة. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن تظاهرات حاشدة خرجت أمس في بلدات وقرى عدة في محافظة إدلب احتجاجا على "المجازر التي يرتكبها النظام في حق أبناء الشعب السوري في كل من حمص وحماة".