أ ف ب، رويترز - اتفق الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون «على العمل معاً لزيادة الضغط» على الرئيس السوري بشار الأسد، وأكدا اثر اتصال بينهما أمس انعقاد المؤتمر المقبل «لأصدقاء الشعب السوري» في باريس في موعد لم يحدد، كما اعلن قصر الإليزيه الاثنين. وجاء في بيان صادر عن الرئاسة الفرنسية أن «مجزرة الحولة والمستجدات في الأيام الأخيرة في سوريا ولبنان تؤكد مرة أخرى الخطر الذي تطرحه تصرفات نظام بشار الأسد على الشعب السوري». وأضاف الإليزيه في البيان «حيال هذا الوضع وحيال ازدراء نظام دمشق غير المقبول بوقف إطلاق النار»، اتفق المسؤولان «على زيادة ضغط الأسرة الدولية على بشار الأسد ووضع حد للقمع الدموي للشعب السوري الذي يطمح إلى الحرية والديموقراطية». وتابعت الرئاسة أن الشأن السوري سيكون أيضاً على جدول المحادثات بين هولاند ونظيره الروسي فلاديمير بوتين خلال لقاء الجمعة في الإليزيه. وكانت الرئاسة الفرنسية نددت ب «الجنون القاتل» للنظام السوري بعد مجزرة الحولة، ودعت إلى محاسبة المسؤولين السوريين على أعمالهم هذه. وجاء في بيان صادر عن الإليزيه «أن المجزرة التي حصلت في الحولة والأحداث التي وقعت خلال الأيام القليلة الماضية في سوريا ولبنان تبرز مرة أخرى الخطر الذي تمثله ممارسات نظام بشار الأسد على الشعب السوري»، مضيفاً «أن الجنون القاتل لنظام دمشق يمثل تهديداً للأمن الإقليمي ولا بد من محاسبة مسؤوليه على أعمالهم». وكان وزير الخارجية الإيطالي جوليو تيرزي ذكر في مقابلة مع صحيفة «لاستامبا» نشرت الاثنين أن إيطاليا على استعداد لدعم ممرات إنسانية لإنهاء المجازر في سورية في إطار «مسؤولية الحماية». وأكد الوزير «لا يمكن أن نقف متفرجين على عشرات الأطفال وهم يقتلون بوحشية. يجب القيام بشيء» إزاء ذلك في إشارة إلى مجزرة الحولة وسط سورية، معلناً استعداده لدعم قرار جديد للأمم المتحدة «اكثر تشدداً». وأقر الوزير الإيطالي انه للتمكن من إصدار مثل ذلك القرار «فإن دور الصين وخصوصاً روسيا بالغ الأهمية. نحن نتحدث عن فرضية ليست محل نقاش حالياً». لكن «إذا اقترح مثل هذا السيناريو في المستقبل فإنه يتعين تقييم كل الأوجه بما فيها تلك المرتبطة بمفهوم مسؤولية الحماية. وفي حال جرى في هذا الإطار بحث ممرات إنسانية كثيراً ما أشير إليها، وتعين إصدار قرارات دولية، فإننا سندعمها». وأعرب وزير الخارجية الإيطالي عن تأييده لتعزيز المراقبين في سورية وقال «عند الضرورة سنعزز مهمة المراقبة ليبلغ عديدها حتى ألفين أو ثلاثة آلاف» مراقب. وقال إن روما بصدد إيصال مستشفى ميداني إلى الأردن ليتم تركيزه عند الجانب الآخر من الحدود السورية «في منطقة يمكنها استقبال ما يصل إلى ثلاثة آلاف لاجئ». وتعتزم إيطاليا إرسال معدات طبية «لعلاج عشرة آلاف مريض خلال ثلاثة اشهر اضافة إلى من يعالجون إصابات بأسلحة نارية» وسيتم توزيعها بواسطة المفوضية العليا لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر السوري. وفي واشنطن توقع رئيس هيئة الأركان الأميركية الجنرال مارتن ديمبسي تزايد الضغوط الدولية على سورية بعد أن دان مجلس الأمن المذبحة التي وقعت في بلدة الحولة، وعبر عن أسفه العميق لهذه المذبحة وحث المجتمع الدولي على استخدام الضغوط الديبلوماسية والاقتصادية لإنهاء العنف في البلاد. ووصف ديمبسي لشبكة «سي.بي.أس» التلفزيونية الأحداث التي وقعت في سورية في مطلع الأسبوع بأنها «مروعة وآثمة حقاً». وقال ديمبسي «إن الضغط الديبلوماسي يجب أن يسبق دوماً أي مناقشات عن الخيارات العسكرية. وبالمناسبة عملي هو الخيارات لا السياسة. ولذلك سنكون مستعدين لتوفير الخيارات إذا طلب منا ذلك». وأوضح ديمبسي في تصريحات لاحقة إلى شبكة «سي.إن.إن» انه «بالطبع علينا دوماً أن نوفر خيارات عسكرية ويجب بحثها». لكنه شدد على ضرورة أن يستخدم المجتمع الدولي إجراءات ديبلوماسية واقتصادية أولاً للضغط على الأسد «ليتخذ القرار الصحيح». في غضون ذلك، دعا المجلس الوطني السوري المعارض «كل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري» لتزويده «حالاً بوسائل مجدية للدفاع عن النفس»، بعد فشل خطة الموفد الدولي الخاص كوفي أنان في حماية السوريين. وجاء في بيان صادر عن المجلس «يوجه المجلس الوطني السوري (...) نداء لكل أصدقاء وأشقاء الشعب السوري لتزويده حالاً وقبل أن يفوت الأوان بوسائل مجدية للدفاع عن النفس ووقف تدمير أسس المجتمع السوري».