خلا سوق الأعلاف في المدينةالمنورة ومهد الذهب خلال اليومين الماضيين من أكياس الشعير، وظلت شاحنات بائعي أكياس الشعير بدون حمولة، فيما تحوط تجار حفر الباطن للأزمة التي طرأت على سوق المدينة برفع الأسعار إلى 40 ريالا للكيس. وتواجد في الموقع عدد من سكان محافظة مهد الذهب بحثا عن أكياس الشعير، لكنهم عادوا دون الحصول على مبتغاهم لعدم توفره بالسوق. واشتكى عدد من أصحاب المواشي ل"الوطن" عدم توفر أكياس الشعير في السوق والبحث عن أسباب انقطاعه مع معاقبة المتسببين، حيث قال المواطن سلمان السهلي إن مواشيه ظلت في اليومين الماضيين دون أعلاف، وأضاف السهلي: خلو السوق من أكياس الشعير ينذر بأزمة متجددة تجعلنا نضع أيدينا على قلوبنا خوفا من تضرر مواشينا. من جهته أكد ل"الوطن" رئيس الجمعية التعاونية الزراعية في المدينة المهندس حمود عليثة الحربي أن أزمة الشعر بدأت تطفو على سوق الأعلاف "ونسعى جاهدين لتوفيره قبل تفاقم الأمر". وبين المهندس حمود أن الاتصالات مع الشركة الموردة لأكياس الشعير للمدينة أوضحت أن جميع مخزونها مباع والجمعية تجري تواصلها مع الجهات المعنية سعيا لتوفير الكميات قبل أن يتفاقم الأمر وتخلق مشكلة لأصحاب الأعلاف والمواشي، ولو اضطرت الجمعية إلى توفيره وتموينه على حسابها ونقله من محافظة ينبع إلى المدينة. وعلى صعيد سوق الأعلاف في محافظة حفر الباطن نشبت أزمة جديدة بين ملاك الماشية وتجار الشعير بعد الزيادة المفاجئة التي طرأت أمس على أسعار الشعير وتسببت في رفع الكيس من 37 ريالاً ونصف الريال إلى 40 ريالاً ، وهو الأمر الذي سبب كثيرا من الخلافات في سوق المحافظة. وبحسب بعض ملاك الماشية الذين تحدثوا ل"الوطن" فإن الزيادة المفتعلة، بحسب وصفهم، جاءت كتفاعل سلبي مع الأنباء التي وردت من المدينةالمنورة حول وجود بعض النقص في كميات الشعير هناك، ليقوم التجار المحليون مباشرة برفع أسعارهم، بعد أن ثبتت لأكثر من 5 أشهر تقريبا دون زيادة. ويخشى الملاك من أن زيادة أسعار الشعير ستلقي بظلالها على بقية الأعلاف في حال غياب تدخل الجهات المسؤولة والرقابية. ويقول مالك الماشية حربي الخشم في حديثه: نطالب هيئة مكافحة الفساد بالتدخل الفوري للوقوف على مستجدات السوق بحفر الباطن وما يحدث بها من تجاوزات، خاصة أنه يعتبر أكبر أسواق المملكة للثروة الحيوانية، فهو الذي يمد أغلب مناطق المملكة بالمواشي مثل الأغنام والإبل. ويؤيده في ذلك المواطن جلاب السطام الذي يقول إنه يحضر للسوق كل يومين لشراء ما يحتاجه من أعلاف قبل أن يفاجأ بالزيادة الجديدة وهي ريالان ونصف على كل كيس، وهو ما وصفه بالأمر غير المبرر، معتقداً أن غياب المحاسبة لهولاء يتسبب في تماديهم كيفما يشاؤون في رفع الأسعار. من جهتها حاولت "الوطن" الوصول إلى أكثر من تاجر أعلاف لمعرفة سبب الزيادة إلا أن الرفض كان الجواب الدائم، قبل أن يتم التواصل مع بعض عمال التحميل الآسيويين الذين بينوا أن الكميات التي رفعت أسعارها من الأعلاف هي نفسها الموجودة من قبل بالسعر القديم، ورفع التجار أسعارها على خلفية ما يقولون عنه "وجود بوادر أزمة شعير مقبلة".