مازالت أزمة شح الشعير تسيطر على أسواق بعض مناطق المملكة، وهو ما فتح المجال لظهور سوق سوداء قفزت بأسعار البيع إلى 60 ريالًا للكيس في حين أن سعر البيع المحدد وحسب التعليمات 40 ريالًا. ففي جدة تسبب انقطاع الشعير في مراكز البيع إلى اتجاه مربي الماشية إلى الأعلاف البديلة، وهو ما أوجد رواجًا لدى الموزعين والبائعين. أما في الطائف في مراكز الجنوب «حداد-القريع – ثقيف» فلم يختلف الأمر كثيرًا إلا أن مرتادي السوق شاهدوا تواجد سيارة أمن لتأمين حصول المربين على احتياجاتهم التي لا تتعدى ال 5 أكياس. وفي محافظة تربة ومراكزها استغل بعض التجار أزمة شح الشعير، وهو ما فتح المجال لظهور سوق سوداء قفزت بسعر البيع إلى 60 ريالًا، وسط استياء من أصحاب الماشية لعدم توفر الشعير واستغلال التجار لهذه الأزمة. وذكر أحد المواطنين بسوق الأعلاف بجدة أن لديه أغنامًا كثيرة وانقطاع الشعير وقلته سبب له مشكلة، وأصبح يبحث عن البديل لكي يسد احتياج الماشية، وقال: لايوجد في أسواق جدة سوى الأعلاف المركبة كالبرسيم والعلف وهذه تصبح بديلاً مؤقتاً مضيفاً أن الشعير لاغنى عنه. وأضاف أن عدم وجود البرسيم سوف يرهق الأغنام ويقلل من سعرها عند البيع. وذكرحسن سعد من «القنفذة» أن هناك تريلا واحدة تأتي من جدة محملة بالشعير ويقوم صاحبها بالبيع خارج السوق المخصص للأعلاف بسعر 50 ريالًا بعيدًا عن الرقابة واستغلالا لشح الشعير في المنطقة، وأضاف: أشتري العلف وأعتبره بديلاً مناسبًا في الوقت الراهن لقلة سعره مقارنة بالشعير. اختفاء الشعير وفي الطائف بدأت بوادر أزمة جديدة تطل برأسها على مربي الماشية في مراكز جنوبالطائف»حداد-القريع – ثقيف» بعدما اختفاء الشعير من الأسواق المحلية، وقد تدخلت الشرطة في عملية توزيع الشاحنة الوحيدة التي وصلت إلى الأسواق لضمان العدالة بين الجميع حيث اصطفت سيارات مربي الماشية منذ وقت مبكر من أجل الظفر بما لا يتجاوز»الخمسة أكياس» والتي اعتبرها بعض مربي الماشية لا تفي بالغرض ولا تكفي ليوم واحد. ورأى البعض أن انسحاب بعض موزعي الشعير من السوق في مراكز جنوبالطائف لعدم قناعتهم بهامش الربح الذي أُعطى لهم وفترات الانتظار التي يقضونها في انتظار تحميل شاحناتهم التي تمتد لعدة أيام، وهذا الوضع تسبب في تعطيش السوق مما انعكس على مربي الماشية وزاد من معاناته حيث واكب ذلك رفع لأسعار الأعلاف الأخرى «البرسيم والرودس والمخلوط والقصب»والمتضرر في نهاية المطاف هم أصحاب المواشي والمستهلك في المقام الأول. وقال أصحاب مواشي بأنهم أصبحوا يعانون من تأمين الشعير لمواشيهم في ظل النقص الشديد الذي يضخ في الأسواق حيث لا يتجاوز «500» كيس كل أسبوع وطالبوا بإلزام الموزعين بتوفير الكميات الكافية لحاجة المنطقة. سوقا سوداء وفي تربة أدّى غياب الرقابة إلى خلق سوق سوداء رفعت سعر الكيس إلى 60 ريالًا قابلة زيادة في الطلب وسط توقعات من مربي الماشية بارتفاع الأسعار خلال الأيام القادمة إن لم تتدخل الجهات المعنية لحل هذه الأزمة وإجبار المتعهدين على البيع بالتسعيرة المقررة حيث عمد البعض إلى البيع خارج محلاتهم وفي أماكن بعيدة عن المراقبة. وأربكت شاحنة واحدة أمس محملة بالشعير سوق الأعلاف بتربة الذي يعاني من أزمة نقص حادة بالشعير الغذاء الرئيسي للماشية وتدافع الكثير من المواطنين في طوابير طويلة بحثًا عن الشعير بينهم عدد كبير من كبار السن ينتظرون لفترات تتجاوز 6 ساعت للحصول على 5 أكياس شعير وبأسعار تجاوزت الحد المعقول وسط مشاحنات ومشاجرات بين المتجمهرين. «المدينة» رصدت معاناة مربي الماشية أثناء تواجدها عند إحدى الشاحنات في السوق السوداء. وقال المواطن فرحان البقمي: إن خلو أسواق الأعلاف من الشعير والنقص الحاد رفع سعر الكيس إلى 60 ريالًا مؤكدًا بأن عددًا من التجار استغلوا هذه الأزمة للبيع في السوق السوداء خارج المحافظة بعيدًا عن محلاتهم المعروفة طمعًا في الربح وشجعه على ذلك غياب الرقابة وعزا البقمي هذا النقص إلى تلاعب بعض الموردين في إرسال عدد قليل من الشاحنات، مطالبًا إجبار الموردين على البيع بالتسعيرة المقررة وهي 40 ريالاً للكيس. وتحدث المواطن قاعد البقمي بقوله: إنني ومنذ الصباح الباكر أنتظر دوري وسط تزاحم شديد من مربي الماشية للحصول على كمية بسيطة من الشعير لاتتجاوز 5 أكياس وهي غير كافية إذ لدي الكثير من الماشية. وتابع حديثة بأن غياب الرقابة على أسواق الشعير أعطى فرصة لبعض التجار في تجاوز الأسعار. وطالب المواطن عبد الله شاعي البقمي بضرورة منع البيع خارج سوق الأعلاف خلال الأزمة وتشديد الرقابة للحيلولة دون تلاعب بعض ضعاف النفوس واستغلال حاجة المواطنين بالبيع العشوائي ورفع الأسعار بشكل غير معقول فقد وصل سعر الكيس إلى 60 ريالًا الأمر الذي كبّدنا الكثير من الخسائر بسبب نفوق الكثير من الماشية وإصابة المتبقي منها بالأمراض نتيجة تقليل كمية الشعير المعطاة لها. وانعكست أزمة الشعير في تربة على أسعار الأغنام، إذ شهدت سوق الأغنام زيادة ملحوظة حيث قفز سعر الخروف الحري من 800 ريال إلى 1400 ريال وسعر الشاة إلى 1200 ريال، وقال المواطن سعد حسن « تاجر مواشي» بأن أزمة الشعير والنقص في الكمية وارتفاع أسعاره أدّت إلى ارتفاع سعر الأغنام حيث وصل سعر الخرفان في سوق الاغنام بتربة إلى 1400 ريال لتعويض الخسائر كما بيعت الشاة ب 1235 ريالاً وتوقع بأن ترتفع أسعار الماشية إلى أكثر من ذلك خصوصًا وأن هذه الأيام تعتبر موسمًا لبيع الأغنام مع قرب الإجازة الصيفية وكثرة الاحتفالات والمناسبات. فيما أكّد مصدر أمني «فضل عدم ذكر اسمه» بأن الجهات الأمنية تقوم بالتنسيق مع فرع الزراعة محافظة تربة لمراقبة السوق ومنع البيع العشوائي وتم إيقاف شاحنتين خالف أصحابها التعليمات برفع أسعار الشعير وتم إجبارهم على البيع بالتسعيرة المقررة وهي 40 ريالًا للكيس.