بعد 3 عقود من حرمان الاقتراع الحر، نعم المصريون خلال اليومين الماضيين بأول دورة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد ثورة 25 يناير، بينما بدأ الناخبون يتهيؤون للجولة الثانية المقررة يومي 16 و17 يونيو المقبل، التي ستحدد نتيجتها الرئيس الجديد من المرشحين اللذين حصلا على أعلى الأصوات بين المرشحين ال12 الذين خاضوا السباق الرئاسي. وتوقع بعض المتابعين أن يكون الصراع منحصرا بين الخمسة الكبار وهم: محمد مرسي وعبدالمنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي وأحمد شفيق وعمرو موسى. إلى ذلك، أعلن رئيس اللجنة العامة لانتخابات المصريين بالخارج المستشار أحمد بجاتو في مؤتمر صحفي أمس، عن تلقي اللجنة طعونا في نتائج التصويت التي شهدتها السفارة المصرية بالرياض وقنصليتها في جدة، خصوصاً من المرشحين عبدالمنعم أبو الفتوح وخالد علي. وأوضح أن اللجنة ستعقد اجتماعا اليوم في مقر وزارة الخارجية بحضور مندوبين للمرشحين ووسائل الإعلام لفحصها. ------------------------------------------------------------------------ تنفس المصريون الصعداء أمس بانتهاء اليوم الثاني والأخير- والذي يعد الأطول حيث امتد في بعض اللجان إلى الحادية عشرة مساء - من أول انتخابات رئاسية تشهدها البلاد منذ ثورة 25 يناير2011 لتتحول أنظارهم لمتابعة المؤشرات الأولية والتكهنات حول حصاني جولة الإعادة المقرر إجراؤها يومي 16 و17 يونيو المقبل، وإن كان المصريون يتطلعون لأن يقيهم الله شر الذهاب لهذا اليوم بفوز الرئيس من الجولة الأولى المقرر إعلان نتائجها بشكل رسمي يوم الثلاثاء المقبل بعد انتهاء جميع عمليات فرز الأصوات والتي قدرت بنحو 30 مليوناً من أصل 51 مليوناً لهم حق التوصيت. ومع بدء علميات الفرز بعيد نصف ساعة من إغلاق لجان التصويت احتدم الصراع بين قمة المتنافسين ال 13 الذين يتقدمهم مرشح الإخوان الأوفر حظاً فى الإعادة محمد مرسي، والمرشح المستقل المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين عبد المنعم أبو الفتوح، والمرشح المستقل الفريق أحمد شفيق، والمرشح المستقل عمرو موسى، والمرشح المستقل الذي يحلم بإعادة إنتاج المشروع الناصري حمدين صباحي. وقد تباينت التكهنات وإن بدا أن قيادات حزب الحرية والعدالة أكثر ثقة في فوز مرشحهم، بل وقفزت طموحاتهم لحسمها من الجولة الأولى، وقد جاء ذلك على لسان نائب رئيس الحزب الدكتور عصام العريان، وقد أيد ذلك ما كشف عنه الاستطلاع الأقرب لمزاج الشارع المصري والذي أجراه مركز الحقوق والمواطنة للدراسات والاستطلاعات الميدانية في مصر، الذي شمل عينة عشوائية من الناخبين تتكون من 1627 ناخبا من خمس محافظات، هي: القاهرة والإسكندرية والشرقية والإسماعيلية وأسوان، حيث أظهر الاستطلاع أن هناك 25.8% من العينة يؤيدون مرسي، بينما حصل أبو الفتوح 23.2%، وشفيق 20.7%، وموسى 11.3%، وصباحي 9.5%، ومرشحون آخرون 4.7%، يذكر أنه في حالة عدم حصول أي من المرشحين كما هو متوقع على 50 في المئة من الأصوات +1 فستجرى جولة إعادة بين المرشحين اللذين يحصلان على أكبر نسبة من الأصوات يومي 16 و17 يونيو المقبل. وقد شهدت عمليات التصويت أمس إقبالاً كثيفاً أكثر من اليوم الأول بخاصة بعد قرار الحكومة المصرية منح موظفي الدولة عطلة رسمية من العمل حتى يتمكنوا من الإدلاء بأصواتهم، ولم يشب العملية أمس إلا تأخر بدء التصويت في عدد من اللجان الانتخابية في البحر الأحمر وأسوان بسبب تأخر وصول القضاة المشرفين. كما سقط أمس ناخب مسن ( 72 عاماً ) داخل إحدى اللجان الانتخابية في منطقة الظاهر بالقاهرة، ليصل عدد ضحايا العملية الانتخابية إلى ثلاثة وفيات حيث شهدت ليلة اليوم الأول مصرع أحد أفراد الشرطة المكلفين بتأمين مقر لجنة انتخابية بمنطقة شبرا بطلق ناري على أيدي خارجين على القانون، بينما توفي ضابط برتبة نقيب بالقوات البحرية في حادث سير أثناء عملية الانتشار لتأمين العملية الانتخابية. وانحصرت المخالفات الانتخابية في ممارسات بعض أنصار المرشحين لأنواع من الدعاية والترويج لمرشحيهم في محيط بعض اللجان بخاصة في المناطق النائية، غير أن القضاة تصدوا لمثل هذه الحالات وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها.