تشهد مواقع التواصل الاجتماعي فوضى عارمة وانفلاتا من ناحية ال»محتوى»، خصوصا فيما يتعلق بالإعلانات غير المباشرة، وذلك في ظل تأخر عدد من الجهات الحكومية في أداء واجباتها وعدم إصدار تشريعات تنظم تلك المواقع أو ضعف الرقابة ومحاولة التهرب من المسؤولية وإلقاء المسؤولية على جهات أخرى. في وقت تأخرت وزارة الإعلام في تنظيم وضبط محتوى وإعلانات مواقع التواصل الاجتماعي من خلال اللائحة التنفيذية لنشاط النشر الإلكتروني، والتي اعتمدت رسميا قبل أكثر من عام، عادت الوزارة، لتؤكد ل»الوطن» أنها تعكف على إعداد تنظيم جديد يضبط المحتوى في مواقع التواصل الاجتماعي دون تحديد وقت محدد لإطلاق ذلك التنظيم الجديد. الميثاق الأخلاقي أكدت وزارة الإعلام في تصريحات سابقة ، أن العمل جارٍ على تنظيم شبكات التواصل بمختلف أشكالها، مثل سناب شات، والحسابات الإخبارية الفردية، من خلال اللائحة التنفيذية للنشر الإلكتروني، كما صرحت بأنها بصدد إطلاق مبادرة "الميثاق الأخلاقي للتواصل الاجتماعي" بمشاركة مجتمعية واسعة لبلورة الأعراف الأخلاقية لشبكات التواصل الاجتماعي حتى تكون نواة للقوانين المنظمة لهذه الأنشطة، ومرجعاً مهنياً يرتكز على قيم أخلَاقية وثقافية تحدد مضمونَ المحتوى الرقمي من منطلق المسؤولِيّة الاجتماعية والدينية عبر كافة الوسائل الإعلامية‘‘ . اللائحة التنفيذية حددت المادة الخامسة عشرة من اللائحة التنفيذية للنشر الإلكتروني عددا من المحظورات، منها نشر كل ما يخالف أحكام الشريعة الإسلامية أو الأنظمة النافذة، أو نشر ما يدعو إلى الإخلال بأمن البلاد أو نظامها العام أو ما يخدم مصالح أجنبية تتقاطع مع المصلحة الوطنية، كما لا يجوز نشر كل ما من شأنه التحريض على ارتكاب الجرائم أو إثارة النعرات أو البغضاء أو إشاعة الفاحشة أو بث روح الشقاق بين أفراد المجتمع، إضافة إلى عدم جواز نشر إعلانات تتضمن مواد من شأنها تضليل المستهلك. تنص المادة الثالثة من اللائحة التنفيذية الشاملة لأشكال النشر الإلكتروني الخاضعة لأحكام النظام وهذه اللائحة ما يلي: الصحافة الإلكترونية وكالة الأنباء الإلكترونية دار النشر الإلكتروني وسائل التواصل الاجتماعي التطبيق الإلكتروني المنتديات المدونات الإعلانات الإلكترونية البث عبر الهاتف المحمول أو وسائل إلكترونية أخرى (رسائل- أخبار- إعلانات- صور ...الخ) المواقع الشخصية المجموعات البريدية الأرشيف الإلكتروني غرف الحوارات أي شكل جديد من أشكال النشر الإلكتروني ترى الوزارة إضافته نصت المادة الرابعة على أن يخضع نشاط النشر الإلكتروني بجميع أشكاله الحالية، أو المستحدثة لأحكام نظام المطبوعات والنشر، وهذه اللائحة. فيما حددت المادة الخامسة أشكال النشر الإلكتروني التي يُرخّص لها وهي: الصحافة الإلكترونية وكالة الأنباء الإلكترونية دار النشر الإلكتروني البث عبر الهاتف المحمول أو وسائل إلكترونية أخرى (رسائل- أخبار- إعلانات صور ...الخ) وضحت المادة السادسة أشكال النشر الإلكتروني التي يمكن تسجيلها: المنتديات مواقع التواصل الاجتماعي المدونات الإعلانات الإلكترونية المواقع الشخصية المجموعات البريدية الأرشيف الإلكتروني غرف الحوارات مواقع الجهات الحكومية، والمؤسسات التعليمية، والبحثية، والجمعيات العلمية والأندية الأدبية، والثقافية، والرياضية. مجتمع واعٍ في سياق متصل بمشاهير التواصل وعلى الرغم من الفوضى الحاصلة في مواقع التواصل الاجتماعي وعدم وجود ضوابط تحكم المحتوى وتهرب بعض الجهات من مسؤولياتها كشف استطلاع رأي حديث أن المجتمع أصبح أكثر وعيا، وفقد المتابعون الثقة بكثير من الإعلانات التي تنشر عبر صفحات نجوم «السوشيال ميديا» في «إنستغرام» و«سناب شات» أخيراً، بعدما تحول الإعلان إلى مجرد وسيلة لكسب المال، من دون أي اعتبارات أخلاقية أو اجتماعية. أظهر استطلاع أجراه المركز الوطني لاستطلاعات الرأي العام التابع لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أن 68% من السعوديين ليس لديهم اهتمام بالإعلانات التسويقية لمشاهير التواصل الاجتماعي. الاستطلاع كان بعنوان «آراء أفراد المجتمع حول الإعلانات التسويقية لمشاهير التواصل الاجتماعي» وشاركت فيه عينة عشوائية بلغ عددهم 1032 مواطناً سعودياً من مختلف مناطق المملكة، مثلت نسبة الذكور منهم 54 % في حين بلغت نسبة الإناث 46%. واعتمد على المقابلة الهاتفية المباشرة مع المشاركين في الاستطلاع، إذ تبيَّن أن 8% فقط من النساء السعوديات تشجعهن الإعلانات التسويقية لمشاهير التواصل الاجتماعي على التسوق.