يحبس المصريون في شتى أنحاء العالم أنفاسهم اليوم وغداً عندما يتوجه الناخبون إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس جديد من بين 13 مرشحاً يتنافسون لنيل المنصب في أول انتخابات رئاسية تعدّدية تشهدها مصر بإشراف قضائي كامل ورقابة دولية وعربية. وتجرى الانتخابات تحت إشراف 14509 قضاة، بينهم 1200 امرأة. ووفقاً لبيانات اللجنة العليا للانتخابات يبلغ إجمالي عدد من يحق لهم التصويت داخل مصر نحو 50407266 ناخباً. ويبلغ عدد اللجان الانتخابية العامة 351، وعدد المراكز الانتخابية 9334، وعدد اللجان الفرعية 13097. ويخوض غمار الانتخابات عددٌ من المرشحين من أبرزهم الأمين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسى، ورئيس الوزراء الأسبق أحمد شفيق، والأمين العام السابق لاتحاد الأطباء العرب عبد المنعم أبو الفتوح، ومرشح الإخوان المسلمين محمد مرسي، ومرشح التيار الناصري حمدين صباحي، وهم الذين حصلوا على أعلى الأصوات في الخارج، إضافة إلى بقية المرشحين وهم محمد سليم العوا، والمرشح الاشتراكي أبو العز الحريري، ورجل الاستخبارات السابق حسام خير الله، والقاضي هشام البسطويسي، والدبلوماسي السابق عبد الله الأشعل، ومحمود حسام الدين، ومحمد فوزي عيسى، وأصغر المرشحين سناً خالد علي. وشهدت الساعات الأخيرة قبل بدء عملية التصويت تحول مصر إلى خلايا نحل لمراقبي الانتخابات، حيث وصلت إلى القاهرة وفود الجامعة العربية وعدَّة شخصيات دولية من مختلف دول العالم للمشاركة في مراقبة سير العملية الانتخابية. وفي المجلس القومي تم تجهيز 70 خط هاتف وفاكس لتلقي شكاوى 450 مراقباً على مستوى 17 محافظة، أما الجمعية المصرية لدعم التطور الديموقراطي، فأعدت غرفة عمليات مكونة من 22 شخصا لتلقي شكاوى 2000 مراقب منتشرين على مستوى الجمهورية. كما قامت المنظمة العربية للإصلاح الجنائي التي تضم 26 منظمة حقوقية بدعوة 150 شخصية عامة وبرلمانية وحقوقية وإعلامية من كل طوائف المجتمع لمراقبة الانتخابات. وحسب ما أظهرته نتائج استطلاع للرأي أجراه مركز معلومات دعم واتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء فإن نحو 80% من الذين يحق لهم التصويت ينوون المشاركة في الانتخابات، وأن 73% منهم على استعداد للمشاركة في جولة الإعادة. على صعيد آخر أوقفت اللجنة العليا للانتخابات إعلان نتائج تصويت المصريين في المملكة العربية السعودية، حيث تقدم ممثِّل عن المرشح عبد المنعم أبو الفتوح بطعن في النتائج بسبب ما أسماه ب "التصويت الجماعي"، وتضامن معه في الطلب ممثِّل المرشح خالد علي، وهو ما اعتبره أمين عام اللجنة المستشار حاتم بجاتو طعناً لا يمكن تجاهله. من جهة أخرى عبَّر رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإيرانيةبالقاهرة مجتبي أماني في تصريحات خاصة ل "الوطن" عن صدمته من تصريحات كثير من المرشحين بشأن طبيعة العلاقات بين البلدين في حال وصولهم إلى الرئاسة، مشيراً إلى أن أغلبهم تجاهلوا كيفية العلاقة مستقبلاً، بينما رفض البعض الآخر أي علاقات مع إيران. وقال مجتبي أماني إن بلاده كانت تعتقد أن ثورة يناير ستمهد لإقامة علاقات إستراتيجية شاملة بين البلدين، لكن ذلك لم يحدث، وحتى البرلمان لم يصدر أي قرار حول ذلك.