بذل أمير منطقة عسير الأمير فيصل بن خالد جهودا لبدء العمل في مدينة الملك فيصل الطبية، على مدى السنوات السابقة. وأكد في تصريح سابق له خلال استقبال فريق عملها قبل قرابة ستة أشهر أن: "المدينة الطبية حلم أتمنى رؤيته على أرض الواقع". وحظيت مديرية الشؤون الصحية في المنطقة باعتمادات مالية ضخمة أسهمت في التوسع في إحداث مستشفيات جديدة وتطوير أخرى قائمة. وتأتي متابعة وحرص أمير المنطقة على إنجاز المدينة الطبية، عطفا على أهميتها لأهالي المنطقة إذ ستغنيهم عن عناء السفر لطلب العلاج في مدن أخرى، فضلا عن تقديم خدمات صحية متطورة لأهالي المناطق الجنوبية عموما وعسير خاصة. 4 مليارات تكلفة المدينة تعد مدينة الملك فيصل الطبية التي تم اعتماد إنشائها في مدينة أبها لخدمة المناطق الجنوبية عسير وجازان ونجران والباحة، من المدن الطبية المتخصصة حيث تحتوي على 1350 سريراً. وتشتمل المدينة التي أعلن أمير عسير عن بدء العمل في إنشائها بتكلفة إجمالية تجاوزت 4.2 مليارات ريال, على مستشفى تخصصي، ومراكز للعيون والقلب والعلوم العصبية والأورام، وغيرها من التخصصات النادرة مثل مركز العلاج الطبيعي والتأهيل. واعتمدت وزارة الصحة إنشاء مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية إنفاذا للأمر السامي والتي ستخدم مناطق المملكة الجنوبية الأربع. تصاميم عالمية من جهته أكد المدير العام التنفيذي لمدينة الملك فيصل الطبية الدكتور أحمد النعمي أن وزارة الصحة حرصت على مراعاة أن يكون التصميم متميزا ويجسد مبدأ الرعاية الصحية الشاملة ولتقديم الخدمات الصحية من الدرجة الثالثة والرابعة. ولفت إلى أن المساحة الإجمالية لأرض المشروع بلغت 1.500.000 متر مربع وتقع على طريق الملك عبدالله شرق مدينة أبها وعلى بعد 27 كم, وغرب مدينة خميس مشيط وعلى بعد 25 كم وجنوب شرق مطار أبها الإقليمي وعلى بعد 10 كم, وهو الطريق المؤدي إلى منطقتي جيزان ونجران, وقد تم عمل فحص التربة والرفع المساحي والمخططات. وبين أنه تم تصميم المدينة الطبية بالكامل بالتماشي مع أحدث المقاييس المعمول بها والمتعارف عليها من قبل وزارة الصحة وجمعية المعماريين الأميركية وكذلك متطلبات الأقسام المعنية المستخدمة للمستشفى وتوجيهات مجلس المباني الخضراء الأميركي (USGBC ) فيما يخص منشآت الرعاية الصحية, وروعي في تصميم المدينة أن تكون على شكل "هلال" لتأخذ طابعا متميزا وشعارا لصحة الإنسان والمريض أولاً. مراحل المشروع وكشف النعمي أن المرحلة الأولى للمشروع تبلغ مساحتها الإجمالية 262836 مترا مربعا, وتشمل مستشفى تخصصيا بسعة 500 سرير "ويشمل جميع تخصصات الباطنية والجراحة وفروعها الدقيقة" ومقسمة إلى أربعة أبراج وارتفاع خمسة طوابق قابلة للامتداد العمودي إلى ثمانية طوابق, ويشمل كل طابق ما بين 20 إلى 28 غرفة, كل غرفة تحتوي على سرير واحد لإعطاء الخصوصية والعناية الصحية المتميزة لكل مريض, كما تم إنشاء الغرف الذكية والرقمية ومبنى الطوارئ ومبنى العيادات الخارجية "200 عيادة" مع وجود مختبرات وصيدليات غير مركزية لتخفيف حركة المريض وتقديم الخدمات المتميزة له بالإضافة إلى مكاتب للأطباء روعي فيها قربها من المبنى الرئيسي ليسهل حركة الأطباء للعناية بمرضاهم المنومين. وأضاف النعمي أنه تم إنجاز المخطط الرئيسي وتصميم المشروع, وكذلك الموقع إذ تمت الترسية على شركة وطنية وسيبدأ التنفيذ في الربع الأول من العام الحالي 2012، وذكر أن المرحلة الثانية من المشروع تشتمل على المراكز الطبية ومركز العلاج الطبي والتأهيل والإسكان والمراكز التخصصية منها مركز للعيون بسعة 100 سرير ويشمل قسم التنويم الداخلي لمرضى العيون والعيادات الخارجية. وأضاف النعمي أن المرحلة الثانية تشمل تنفيذ مبنى للإدارة وسكناً داخلياً ومراكز ترفيهية وخدمات وأكثر من 200 فيلا و2000 شقة إسكان للعاملين في المدينة من أطباء وإداريين ومراكز للخدمة المركزية بالإضافة إلى الوحدات المساعدة التي تشتمل على وحدة الأشعة والطب النووي، وتتمثل في أجهزة رقمية متطورة وخاصة التشخيصية والعلاجية للأورام، التصوير المقطعي بتقنية البزيترون المدمج مع الأشعة المقطعية PET ، كما تشتمل على معجل لإنتاج المواد المشعة cyclotron ، التصوير الطبقي بتقنية انبعاث الفوتونات الأحادية المدمج مع الأشعة المقطعية SPECT CT ونظام الأرشفة الإلكترونية لتصوير الأشعة PACS. وأكد النعمي أن هذه الأجهزة متطورة الصنع وليس لها مثيل في المنطقة وتوجد حاليا بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام, وتحتاج من الجهد والوقت الكثير لتصميمها وإنشائها بالإضافة إلى إنشاء مختبرات وبنك الدم: المركزية واللامركزية تستخدم لجميع التخصصات. وبين النعمي أنه تم تشكيل فريق عمل للإشراف والتخطيط لمشروع المدينة من الناحية الإدارية والمالية حيث تم البدء في وضع خطة لإدارة الميزانية لتدريب وتأهيل القوى البشرية عن طريق إيجاد فرص للتدريب والابتعاث ابتداء من هذا العام وسيعلن عنها قريبا حيث رصدت أكثر من 1500 بعثة في جميع التخصصات الطبية والفنية والإدارية. وقال "إن من أكبر التحديات التي ستواجهنا هو استقطاب الكوادر المميزة والتشغيل حيث يعد من الأوليات وتم اعتماد برنامج خاص بذلك من قبل وزارة المالية". وأضاف النعمي أنه تم عمل الخطة الرئيسية للمشروع والإعداد للبرنامج الإكلينيكي والعمل جار لتحديد الخدمات ولوضع الخطط والرؤية والرسالة والأهداف الاستراتيجية للمدينة ويجري العمل على تشكيل الفريق الطبي لمناقشة واعتماد التصاميم الهندسية لكل مرحلة، متوقعا أن المدة الزمنية للمرحلة الأولى 3 سنوات والمرحلة الثانية 5 سنوات، في حين تم اختيار الموقع الإلكتروني للمدينة وسيدشن قريبا إن شاء الله ليكون نقطة تواصل مع المجتمع والجهات الخارجية ومدخل لعملية التوظيف والابتعاث خلال السنوات القادمة والعمل جار لتصاميم شعار المدينة. التصاميم الهندسية في مطلع شهر جمادى الآخرة من العام الجاري بحث 15 مهندسا متخصصا في أعمال التصاميم العالمية، وفريق هندسي من الشركة المنفذة لمشروع مدينة الملك فيصل الطبية لخدمة المناطق الجنوبية، التصاميم النهائية للمدينة تمهيداً لاعتمادها، واشتملت على شرائح للمرحلتين الأولى والثانية، وعرض للمجسمات والأجزاء الداخلية للمشروع بتقنية البعد الثلاثي، ووقف الفريق على أرض المدينة بطريق الملك عبدالله، واستمع إلى شرح عن آلية أعمال الحفر للبنية التحتية من المدير العام التنفيذي للمشروع الدكتور أحمد النعمي.