شدَّدت قوات الأمن اليمنية من خناقها على عناصر تنظيم القاعدة، ووجَّهت لها ضربات متتالية أجبرت قيادات التنظيم على الهروب بأسرهم من مناطق القتال والبحث عن ملاذات أكثر أمناً. يأتي ذلك بينما ألقت السلطات الأمنية القبض على أجنبي يعتقد أنه من قيادات التنظيم. وأجبرت الضربات التي وجهها الجيش اليمني واللجان الشعبية المشكلة من رجال القبائل عناصر تنظيم القاعدة على الفرار من منطقة جعار بمحافظة أبين إلى خارج المحافظة، خاصة منطقة يافع وعزان بمحافظة شبوة المجاورة؛ في وقت دارت فيه معارك شرسة بين الجانبين في منطقة باتيس خلَّفت أكثر من 20 قتيلاً في صفوف الجماعة. وأكدت مصادر محلية أن قيادات جماعة أنصار الشريعة قد لاذت بالفرار بمعية أسرها. وجاءت عملية هروب القيادات بعد أن تقهقر مقاتلوهم وتم دحرهم في لودر، واشتداد الغارات الجوية عليها في كل من زنجبار وجعار، إضافة إلى تكاتف رجال القبائل مؤخراً وقتالهم في صفوف الجيش للقضاء على تلك العناصر المسلحة، حيث قاموا في منطقة باتيس بمهاجمة تلك العناصر بالأسلحة الرشاشة وقتلوا العديد منهم، بينهم قيادات بارزة. وتركزت ضربات القبائل على مواقع يتمركز فيها المتشدِّدون في الأطراف الشرقية لمدينة جعار، الأمر الذي خلَّف عدداً من القتلى بينهم قيادي يدعى أحمد عبدالنبي، وهو شقيق القيادي البارز في الجماعات المسلحة خالد عبدالنبي، إضافة إلى آخر يدعى نادر الشدادي. إلى ذلك قال مصدر عسكري إن الأجهزة الأمنية ألقت القبض على شخصين يشتبه بارتباطهما بتنظيم القاعدة جنوبي البلاد، مشيراً إلى أنه تم إلقاء القبض على المشتبه بهما وأحدهما أردني الجنسية، في نقطة العلم على الطريق بين محافظتي عدن وأبين بينما كانا في طريقهما إلى منطقة شقرة الساحلية التي تسيطر عليها القاعدة منذ نحو عام. على صعيد آخر رجَّحت مصادر عسكرية أن تتمكَّن قوات الجيش المعزَّزة بفرق اللجان الشعبية من تطهير مدينة جعار التي تعد المعقل الرئيس لأنصار الشريعة خلال يومين. واعتبرت ذات المصادر أن تحقيق الحسم العسكري الكامل بات وشيكاً، بعد أن تم تضييق الخناق على المجاميع المسلحة التابعة لتنظيم القاعدة وتكبيدها خسائر بشرية فادحة ومؤثرة، وهو ما تسبب في الحد من قدراتهم القتالية وعزَّز من إمكانية نجاح القوات الحكومية في دحرهم قريباً.