قتل أمير تنظيم «قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» في محافظة مأرب اليمنية، شمال شرقي صنعاء، «أبو يوسف المأربي» ومعه 15 من عناصر التنظيم في غارة جوية يعتقد بأن طائرة أميركية من دون طيار نفذتها في ساعة متقدمة من ليل السبت - الأحد. وتزامن ذلك مع اندلاع أكبر عملية عسكرية للجيش اليمني ضد مسلحي جماعة «أنصار الشريعة» الذراع العسكرية لتنظيم «القاعدة» في محافظة أبين (جنوب البلاد) والتي تسيطر على مدينة زنجبار، عاصمة المحافظة، وعدد من المديريات المجاورة لها منذ آذار (مارس) العام الماضي. وتهدف العملية التي ينفذها الجيش من محاور عدة، بدعم من سلاحي الجو والبحرية، إلى استعادة السيطرة على المدينة وتدمير مواقع المسلحين المتشددين في محيطها، والسيطرة على الطرق الرئيسية، وقطع طرق الإمدادات التي يعتمد عليها مسلحو «أنصار الشريعة». وكشفت ل «الحياة» مصادر قريبة إلى «القاعدة» في اليمن أن 21 مسلحاً على الأقل من عناصر التنظيم قتلوا في عمليات متفرقة للطيران الأميركي والجيش اليمني خلال اليومين الماضيين، بينهم «أمير ولاية» مأرب «أبو يوسف المأربي» الذي قضى بغارة أميركية استهدفته مع 15 مسلحاً يرافقونه على متن ثلاث سيارات في منطقتي حريب والوادي في المحافظة. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية، على موقعها «سبتمبر نت»، مقتل عشرة من عناصر التنظيم على الأقل في ضربتين جويتين دمرت ثلاث سيارات للتنظيم في مديرتي حريب والوادي ليل السبت - الأحد. ونقل عن مسؤول محلي أن الضربة الأولى استهدفت سيارتين في حريب أدت إلى إلى مقتل ستة من «القاعدة»، وأن الأخرى دمرت سيارة في منطقة الحصون في مديرية الوادي، ما أدى إلى مقتل أربعة من «القاعدة». وفي حين قالت المصادر إن خمسة من مسلحي «أنصار الشريعة» قتلوا في مواجهات عنيفة بين مقاتلي جماعة «أنصار الشريعة» وقوات حكومية تتقدم على ثلاثة محاور، في اتجاه مدينة زنجبار، قالت مصادر عسكرية أن 10 من مسلحي «القاعدة» قتلوا في بداية الهجوم وعشرات جرحوا. كما قتل ستة جنود بينهم ضابط في هذه المواجهات التي أكدت بأنها لن تتوقف حتى القضاء على مسلحي التنظيم، ودحرهم من محافظة أبين والمناطق المجاورة. وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية أن الطيران الحربي اليمني كثف من طلعاته الجوية في اليومين الماضيين، على مناطق عدة من محافظة أبين، مستهدفاً مواقع تؤوي مقاتلين من «القاعدة» في قرية المخزن بمدينة جعار والكود وزنجبار ومدينتي شقرة وباتيس. وأكدت أن وحدات الجيش تلقت خلال الأيام القليلة الماضية تعزيزات كبيرة من الجنود والعتاد قدرتها بحوالى أربعة ألوية عسكرية مدعمة بغطاء جوي مكثف وبسلاح البحرية من جهة سواحل أبين المطلة على البحر العربي. وذكرت أن المعركة لم تتوقف منذ مساء السبت، وأن سلسلة انفجارات مدوية تسمع على مدار الساعة في مدينة زنجبار وضواحيها، في حين شوهدت أعمدت الدخان إلى مناطق مجاورة. ونشرت وكالة «مدد» التابعة لتنظيم «ألقاعدة» في صفحتها على «الفايسبوك» أن مقاتلي «أنصار الشريعة» تصدوا ليل السبت - الأحد لحملة عسكرية تقدمت في التاسعة صباحاً من جهة منطقة الحرور في (ولاية أبين إمارة وقار) في إشارة إلى مدينة جعار. وتأتي هذه المعركة في وقت يزور فيه صنعاء مساعد الرئيس الأميركي لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان الذي التقى أمس الرئيس عبد ربه منصور هادي، وبحث معه في سبل مكافحة الإرهاب، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، ودعم اليمن ومساندته، وفقاً لما بثته وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» التي أوردت أن الرئيس هادي عرض لبرينان خطوات تنفيذ المبادرة الخليجية، مؤكداً أننا»نلج إلى المرحلة الثانية من التسوية السياسية وترجمتها على الواقع العملي وفي الطليعة المؤتمر الوطني الشامل الذي ستشارك فيه كل فئات ومكونات وقوى الشعب اليمني الحزبية والسياسية والثقافية ومنظمات المجتمع اليمني لرسم معالم الدولة الجديدة (المدنية الحديثة) على أسس الحرية والمساواة والعدالة والمواطنة المتساوية».