الشروق المصرية - حكم تاريخى أصدرته منذ أيام قليلة محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية، حين حكمت المحكمة برفض الدعوى المقدمة من السيد حاتم كرم، ضد الكاتب علاء الأسوانى، لأنها رفعت «من غير ذى صفة»، مع إلزام المدعى بمصاريف الدعوى. كان حاتم حسين قد اتهم الكاتب علاء الأسوانى بتشويه صورته، مدعيا أنه أحد شخوص رواية «عمارة يعقوبيان» التى ألفها الأسوانى، معتمدا على تشابه الاسم الأول بينه وبين حاتم رشيد «أحد أبطال الرواية»، الذى كان فيها شاذا جنسيا، وطلب تعويضا ماديا قدره عشرة ملايين جنيه. وجاء فى حيثيات الحكم أنه نظرا لما «حوته أوراق الدعوى أن الشخص الذى يدعى حاتم رشيد فى الرواية، هى شخصية من وحى خيال المؤلف، ولوجود اختلاف حاد وجذرى بين المدعى وبين الشخصية الروائية، من حيث الاسم والمهنة وطبيعة العمل» و«حيث إن خيال المؤلف هو مدار المؤلف ومعايشة المجتمع هى المحك الذى يبنى عليه المؤلف خياله، فلا حرج عليه إن تلاقت بعض سمات أو صفات أو أسماء الشخصيات التى يصورها مع بعض الشخصيات فى الواقع». ولكن لماذا يعد هذا الحكم تاريخيا؟ يجيب علاء الأسوانى فى تصريح ل«الشروق»: «هذا الحكم المحترم يؤسس لتذوق أدبى، ويكرس أيضا لمنع تجريم الخيال»، ويضيف الأسوانى معلقا «إن هذا حكم رائد وتقدمى، وينتصر لحرية الإبداع، ويعمل على اللحاق بركب القوانين المتقدمة فى العالم».