تخلى الملك عبد الله بن عبد العزيز عن الكلمة المطولة التي اعتاد ان يلقيها في كل دورة من دورات الانعقاد التشريعي السنوية لمجلس الشورى . والقي كلمة موجزة ركزت على مفاهيم ووحدوية وتكريس للحرية والحفاظ على الودة الوطنية . تم توزيع الكلمة الرسمية على الحاضرين في قاعة مجلس الشورى والتي احتوت على تفاصيل عن برامج الحكومة . وقال الملك في كلمته الموجزة : ما أكرم الزمان والمكان الذي ألتقي وإياكم فيه فالزمان يوم من أيام العمل والعطاء وتقدير الأفكار النابضة بالخير والانتماء والوطنية والمكان بيت من بيوت الوطن التي تحترم الحرية وتدرك المسؤولية . الحرية تكون في التفكير والنقد الهادف المتزن والمسؤولية أمانة لا مزايدة فيها ولا مكابرة عليها فبها - بعد الله - نصون حريتنا ونحدد معالمها ونقول للعالم هذه قيمنا وتلك مكارم أخلاقنا التي نستمدها من ديننا. أقول ذلك مؤكدا لكم أن الحرية المسؤولة هي حق لكل النفوس الطاهرة المحبة لمكتسبات هذا الوطن الروحية والمادية . ليبقى شامخا عزيزا متفوقا في زمن لا مكان فيه للضعفاء والمترددين . فوطن قام على إرادة الله ثم بعزيمة الرجال الكبار الذين تزاحموا بالمناكب خلف قائد وحدتهم الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراهم جميعا - في مسيرة أراد لها الحاقدون الكارهون الفشل ، وأراد الله لها العزة والنصر هو ميدان تنافس الشرفاء من أجل رفعة الوطن وعزته . لقد شهدت القضية الفلسطينية في الأشهر الأخيرة تطورات نأمل أن تعزز من خيار السلام ، وفي هذا المجال نؤكد على موقف المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً الداعم للشعب الفلسطيني حتى ينال حقوقه المشروعة ، كما نجدد التزام المملكة بمبادرة السلام العربية. أيها الإخوة الكرام : من هنا أخاطب كل مواطن وأقول : عندما أوصيكم ونفسي بمخافة الله ، والحرص على ألاّ يكون بيننا ظالم ومظلوم ، وحارم ومحروم ، وقوي ومستضعف ، فنحن جميعاً أخوة متحابون في وطن واحد يتمسك بعرى عقيدته، ويفتديها بحياته ، ويتمسك بوحدة الوطن ، لا يسمع نداءات الجاهلية ، سواء لبست ثياب التطرف المذهبي أو الإقليمي أو القبلي. إن دولتكم الموحدة القوية سوف تبقى ، بإذن الله ، أقوى من كل التحديات ويجب أن يعرف الجميع ، في الداخل والخارج ، أن فترة الفوضى والشتات التي قضى عليها الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - قد ذهبت بلا عودة ولن تكون بعون الله إلا ذكرى ترسخ فينا مفاهيم الفضيلة والانتماء لهذا الوطن ، انتماء يقدر الصعوبات ويحيلها إلى تصميم وإرادة وتغيير أيها الإخوة الكرام : لقد سعت الفئة الضالة إلى تطوير قدراتها التدميرية بغية إلحاق أكبر الضرر بالوطن ومنجزاته ، كما وسعت من قاعدة دعمها ، بيد أني أؤكد لكم استمرارنا وعزمنا على التصدي لهذه الفئة ، وقد حقق إخوانكم رجال الأمن البواسل إنجازات متتالية في تفكيك خلايا الفئة الضالة ، وتجفيف منابع تمويلها ، وكشف حقيقة فكرها ، فلهم الشكر والتقدير وتغمد الله الشهداء منهم بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته