الوطن والمواطن دائماً ما يحظيان بالأولوية في اهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقد تجسد ذلك بصورة أكبر في خطاب المليك المفدى أمام مجلس الشورى أمس الأول حيث حرص أيده الله على ارسال رسائل واضحة تؤكد أهمية الوطن والمواطن وأهمية الوحدة الوطنية والوطن الموحد، فهذا الوطن الذي كان في يوم من الأيام شتاتاً لا رابط له تعتريه الحروب والصراعات وتتحكم فيه الفوضى قيض له الله سبحانه وتعالى قيادة ملهمة جمعت شتاته في كيان واحد ووحدت أبناء وطنه في هذا الكيان عبر مسيرة جهادية طويلة شارك فيها مع القائد المؤسس أبناء هذا الوطن في ملحمة رائعة سطرها التاريخ بأحرف من نور. هذا البناء الذي اكتمل الآن عبر خطط تنموية ناجحة تقع مسؤولية المحافظة عليه على كل مواطن أينما كان، وهذا ما أكد عليه خادم الحرمين الشريفين في خطابه التاريخي أمس الأول بقوله (فنحن جميعاً اخوة متحابون في وطن واحد يتمسك بعرى عقيدته ويفتديها بحياته، ويتمسك بوحدة الوطن، لا يسمع نداءات الجاهلية، سواء لبست ثياب التطرف الذهبي أو الاقليمي أو القبلي). هذا هو الوطن الموحد الذي يريده كل غيور منا وتسهر القيادة على الحفاظ عليه ومواجهة كافة التحديات التي تهدد بقاءه ووحدته، وهي مسؤولية يتحملها أي مواطن على تراب هذا الوطن أن يشارك في البناء بفكره ورأيه وبسواعده في مسيرة البناء المتواصلة الآخذة بمنهج التطور والرقي حتى تكون بلادنا كما نريد لها قوة ورفعة في عالم لا يعترف بالضعيف. أما المواطن فهو كذلك دائماً في فكر واهتمام خادم الحرمين الشريفين وهو ما أكد عليه حفظه الله بالأمس أمام الشورى حيث تحدث بشأن سياسة الحكومة وبرامجها انها (تأخذ بعين الاعتبار المصلحة العامة، وتلمس احتياجات المواطنين والتصدي لأي مشكلة أو ظاهرة تبرز في المجتمع السعودي). وكثيراً ما أوصى خادم الحرمين الشريفين المسؤولين للاهتمام بالمواطنين وتلمس احتياجاتهم والعمل على معالجتها. وقد ظهر اهتمام الدولة بالمواطن في عدد من القرارات والخطوات التي من شأنها تحقيق النمو ورفع مستوى معيشة المواطن وتحسين نوعية حياته، وسيتواصل هذا الاهتمام بالوطن والمواطن من أجل مزيد من التقدم والازدهار.