شيكاجو (رويترز) - قال باحثون أمريكيون يوم الاثنين إن العمل مع قطاع الصناعات الغذائية لخفض مقدار الملح في منتجاتها بحوالي 10 بالمئة قد يمنع مئات الالاف من حالات النوبات القلبية والجلطات على مدى بضعة عقود ويوفر للحكومة الامريكية 32 مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية. والافراط في تناول الملح سبب رئيسي لارتفاع ضغط الدم الذي اعلنه معهد الطب -وهو احد الاكاديميات الوطنية للعلوم- الاسبوع الماضي "مرضا مهملا" يكلف النظام الصحي الامريكي 73 مليار دولار سنويا. وتتطلع بعض الحكومات بما في ذلك الولاياتالمتحدة الى ايجاد حلول للحد من تناول الملح كوسيلة لتجنب الازمات القلبية والجلطات المستقبلية التي تعمل على استنزاف أنظمة الرعاية الصحية. واستخدمت الدراسة التي أجراها فريق من كلية الطب بجامعة ستانفورد وبالو ألتو للرعاية الصحية وشؤون قدامى المحاربين في كاليفورنيا نموذجا على الكمبيوتر لقياس أثر اثنين من سيناريوهات مختلفة لخفض تناول الملح على مستوى السكان وهما تعاون طوعي مع قطاع الصناعات الغذائية الامريكي وضريبة وطنية على الملح. وتوصل الباحثون الى ان البرنامج الطوعي استنادا الى حملة مماثلة لخفض تناول الملح في بريطانيا هو الاكثر فاعلية. وقدر الفريق أن جهود الحكومة وقطاع الصناعات قد تحد من استهلاك الامريكيين للملح بنسبة 9.5 بالمئة. وقال الدكتور كريستال سميث سبانجلر الذي نشرت دراسته في دورية حوليات الطب الباطني (Annals of Internal Medicine) "في تحليلنا وجدنا هذه الانخفاضات الصغيرة في ضغط الدم يمكن أن تكون فعالة في الحد من الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والاوعية الدموية." ومن شأن حملة الحد من تناول الملح ان تمنع 513885 اصابة بجلطة قاتلة و480358 نوبة قلبية على مدى حياة الامريكيين البالغين الذين تتراوح اعمارهم من 40 الي 85 عاما. وسيوفر ذلك 32.1 مليار دولار تنفق على الرعاية الصحية خلال حياة هذه المجموعة بما في ذلك 14 مليار دولار تنفق على العلاج في المستشفيات للمصابين بالجلطات والنوبات القلبية. ويقول الدكتور توماس فريدن مدير المراكز الامريكية لمكافحة الامراض والوقاية منها في تعليق نشر في الدورية ان ما يصل الى 75 بالمئة من الامريكيين يستهلكون أكثر من الحد الاقصى المقترح من الملح يوميا وهو 2.3 جرام. وقال انه ليس من الممكن الحد من استهلاك البلاد للملح دون التعاون مع صناعة الاغذية لان ثلاثة أرباع الامريكيين يتناولون الملح في الاغذية المصنعة ووجبات المطاعم. واضاف فريدن قائلا "اذا كان التعاون غير طوعي قد يكون من الضروري وضع ضوابط جديدة على محتوى الصوديوم في الاغذية المصنعة ووجبات المطاعم."