قال الكاتب البريطاني مارتن جاك في كتاب يحمل عنوان عندما تحكم الصين العالم بروز المملكة الوسطى ونهاية العالم الغربي أن الغرب بدأ بخسارة هيمنته على العالم في مقابل ظهور قوى اخرى كالصين التي بدأت بالظهور كدولة حضارة بعيدا عن الأسلوب الغربي. ونقلت صحيفة ذي غارديان في استعراضها لابرز مقاطع الكتاب في عددها اليوم عن جاك قوله: إن الصين وفي نفاد للبصيرة لاتطمح إلى ادارة العالم لإنها تؤمن بالفعل أنها تحولت إلى مركز للعالم وقد أصبح هذا دورها وموقعها الآن في مواجهة هيمنة وتسلط الغرب في الماضي. وأضاف جاك أن الصين تعتبر بشكل أساسي دولة حضارة وليست دولة على الطراز الغربي فهي تتمتع بتاثير بعيد وغير مباشر على الأحداث مشيراً إلى أن فكرة الحضارة الحية تحدد الهوية الأساسية التي يتطلع بها الصينيون إلى دولتهم وإلى انفسهم. وتابع الكاتب البريطاني أن أحد الصفات الاساسية في السياسة الصينية هو تاكيدها على وحدتها على الرغم من التنوع الكبير داخل فئات الشعب وأقاليمها الواسعة معربا عن اقتناعه بأن القضية ليست ما اذا كانت الصين ستسيطر على العالم أم لا خلال العقود المقبلة فهذا أمر مفروغ منه ولكن السؤال هو بأي طريقة. وأشارت الصحيفة إلى أن جاك كان محقاً تماماً عندما أشار إلى خطأ الاعتقاد الأميركي وثقتهم بأن الصينيين سيتحولون بشكل لا يمكن تفاديه ليصبحوا مثل الأميركيين مشيراً إلى أن هذا الاعتقاد مبني على أساس نظرتهم العولمية التي أثبتت وجود عيوب كثيرة فيها. ورأى جاك أن لجوء الصين إلى تعزيز قوة جيشها وتزويده بأحدث الأسلحة الهدف منه مواجهة أي نيات أو خطط انفصالية لأقاليم من الصين كتايوان بدعم خارجي وليس هدفها الهيمنة على العالم كما تفعل دول أخرى معروفة. وأضاف أنه ورغم ذلك فإن تسليح الجيش الصيني لايزال منخفضا بسبب الحظر الذي تحاول الولاياتالمتحدة فرضه على حلفائها لمنعهم من تصدير الأسلحة إلى الصين خوفاً من تنامي قوتها مشيراً إلى أن اقتصادها المتنامي والذي يزداد قوة يوما بعد يوم هو في الحقيقة الذي يثبت اقدامها في الساحة الدولية. وأعرب الكاتب البريطاني عن اعجابه بالطريقة التي يقود بها الصينيون بلادهم بشكل حاسم ونظرهم مركز على تقوية الاقتصاد وازدهار البلاد دون أن يشتت انتباهم أي قضايا اخرى يعتبرونها ثانوية.