دعا الدكتور رياض نعسان آغا وزير الثقافة إلى إنتاج آليات ثقافية دفاعية عربية لمواجهة الغزو الثقافي الذي تتعرض له الاجيال العربية بفعل ثقافة العولمة التي تحاول طمس الهوية والثقافة والشخصية العربية. وأشار وزير الثقافة في حوار مفتوح مع عدد من مثقفي محافظة اللاذقية حول استراتيجياتهما الثقافة العربية في ظل الأحداث والمتغيرات العالمية الراهنة الى ان الاهتمام العالمي الكبير بالمنطقه العربية يعود لاسباب سياسية واقتصادية تنطوي في عمقها على دوافع فكرية وثقافية لافتا إلى انغلاق الثقافة الغربية على ذاتها لانها تتصور نفسها بأنها كونية وكل ثقافات العالم تدور في فلكها ما جعلها ثقافة معلبة وتختص بالنخبة وما أدى الى انسحابها من دائرة الفسحة الثقافية الكونية الواسعة. وقال وزير الثقافة ان المستجدات العالمية خلال العقدين الماضيين طرحت تحديات جديدة امام المثقفين العرب لإنتاج أنماط فكرية وثقافية من شأنها الحفاظ على تاريخ الأمة وهويتها وتطلعها نحو الحرية مشيرا إلى ان الحرية ازمة عالمية والى ان توفير مناخ من الحرية لا يعني انعدام الضوابط بشكل مطلق لأنه من الضروري ان يكون للحرية حدود لأنه إذا لم يكن لها حدود فانها ستنتهي إلى انهيارات اجتماعية كتلك التي وصلت إليها حال بعض الدول التي تفاخر بالحرية المطلقة وتمنع في الوقت نفسه عرض صور المجازر الوحشية التي ارتكبها الاسرائيليون في عدوانهم الأخير على غزة في وسائل إعلامهم. وتناول نعسان آغا دور منظومة الاعلام العالمي في تزييف الحقائق المتعلقة بمنطقتنا وتكريسه للرؤى والمفاهيم البعيدة عن حقيقة ما يجري بسبب تغييب قضايانا العادلة عنه او تناولها بشكل غير صحيح مشيرا الى أن الشبكة الالكترونية للمعلومات مكنت المواطن الغربي من ملامسة بعض الحقائق المتعلقة بمجريات الأحداث بالمنطقة. وأوضح نعسان آغا ان الرؤية الثقافية العربية ليست جامدة وانه يتم تحديثها باستمرار وهي رؤية عملياتية تنسجم مع الواقع والظروف وترسم مستقبل الامة العربية الثقافي وتتحدث عن المبادئ الاساسية وأهداف العملية التربوية وضرورة تعريب المناهج في كل المراحل التعليمية مؤكدا ان هذه الإستراتيجية توضح شكل العلاقة مع دول العالم والتفاعل مع ثقافاتها والوصول إلى الاخر عبر الحوار ولها دور مهم في عملية التنمية وتقدم المجتمع.