تعيد السلطات الأمريكية المختصة النظر في لقاح طبي ضد سرطان عنق الرحم إثر آلاف الشكاوى من تأثيراته الجانبية التي قد تصل إلى الوفاة. وأشار"مركز الوقاية والسيطرة على الأمراض الأمريكي إلى 780 تقريراً "بحوادث عكسية" منذ طرح لقاح "غارداسيل" Gardasil في الأسواق منذ عامين وحتى أبريل/نيسان الماضي. وتراوحت شكاوى متلقيات المصل، من نساء وفتيات، من الإصابة بالغثيان إلى الإصابة بالشلل وحتى الموت أحياناً، وفق الهيئة الأمريكية، التي أشارت إلى 15 حالة وفاة، تم تأكيد عشرة منها. وذكرت الدائرة إنها تواصل دراسة التقارير التي تتلقاها في هذا الشأن. ويحول "غارداسيل" من انتشار بابيلومافايرس 'papillomavirus‘ أو PHV- فيروس ينتقل عبر الممارسات الجنسية قد يؤدي لإصابة فئة صغيرة نسبياً من النساء والفتيات بسرطان عنق الرحم. وأشارت الشركة المصنعة للقاح "Merck & Co" إلى أن مبيعاتها من اللقاح بلغت نحو 25 مليون عبوة حول العالم، منها قرابة 16 مليون داخل الولاياتالمتحدة. كما تشير التقديرات إلى تلقي نحو ثمانية ملايين من نساء وفتيات أمريكا للقاح المضاد منذ يونيو/حزيران عام 2006. وزعمت فتاتان إصابتهما بالمرض عقب تلقي اللقاح فيما رجحت الشركة المصنعة المصادفة في مرضهما، إلا أنها قالت إنها ستواصل تقييم تقارير الأعراض العكسية للدواء. وذكرت أنها ستعمل على إضافة معلومات جديدة حول سلامة المصل في ملصقاته. وسبق أن تمت إجازة "غارداسيل" في 70 دولة من ضمنها دول الاتحاد الأوروبي وكذلك الولاياتالمتحدة، وتختص به المراهقات أو البنات بين 9 و15 سنة. ورغم النجاح في برامج التوعية والكشف عن المرض، إلا أنّه يبقى المسبب الثاني للوفيات بالنسبة إلى المصابات بالسرطان. وفي الولاياتالمتحدة، أوصت هيئة استشارية أمريكية بتطعيم الفتيات الأمريكيات، اللاتي تتراوح أعمارهن بين 11 و 12 عاماً، ضد الفيروس الذي ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي والمسبب لسرطان عنق الرحم.