وللأسف الشديد لا يفهمها بعض العرب ، فما هي تلك المعادلة سهلة 1. أعداء العرب والعروبة بمجملهم ينظرون إلى العرب كأمّة واحدة ويعتبرونهم تهديداً لمصالحهم رغم ما حدث للعرب أو أحدث لهم من التجزّؤ ولذلك فهؤلاء الأعداء يعملون على إبقاء ذلك التجزّؤ قائماً بشتّى الوسائل لاسيما عن طريق إذكاء الخلاف وبث الفرقة بين الدول العربية والعمل لإبقاء ذلك بهدف إضعاف هذه الأمة . 2. العرب في دولهم المجزأة وهي عديدة هم بمعظمهم لا يحملون النظرة نفسها التي يحملها أعداء الأمة لهم بل إن خلافاتهم واختلاف أهداف دولهم تخدم في النهاية أهداف أعدائهم وفي الوقت نفسه تُضرّ بالمصالح العربية المشتركة وبأمتهم ككل . 3. بالمثل فأعداء الإسلام ينظرون إلى جميع المسلمين بنظرة واحدة في جميع دولهم بمثابة تهديد لهم بغض النظر عن دول ينتسبون إليها كما يعملون على بث الفرقة بين تلك الدول كي لا تكوّن كتلة ذات قوة ومنعة ، في حين ينظر الغالبية من المسلمين إلى إخوتهم في الدول الإسلامية كغرباء عنهم لا يجمعهم رابط الدين الحنيف مما يؤدي إلى إضعافهم بمواجهة أعدائهم . 4. أحد أهم مشاكل العرب وكذلك المسلمين هي وجود من يتعامل منهم مع أعدائهم كأصدقاء لأن هؤلاء الأعداء هم يعادون من قد يعتبره بعض العرب أو المسلمين خصوماً لهم أو بسبب وجود بعض المشاكل بينهم فيستعينون بالأعداء على الإخوة والأصدقاء متناسين أن هؤلاء الأعداء هم في الحقيقة يحملون العداوة لهم جميعاً وفي هذه الحالة نصبح كالراعي الذي يستعين بالذئب لافتراس أغنام أخيه الراعي بهدف الإنتقام منه لمشاكل بينهما وكأنه لا يعلم أن أغنامه هو ستكون معرضة أيضاً للإفتراس من الذئب نفسه فيما بعد . القصة المشهورة التي لا تريد أمة العرب إدراكها ولا الأخذ بنصيحتها وهي : " لقد أكلت يوم أكل الثور الأبيض" فهل منّا من يستطيع فهم المنظور الذي يعتمد العرب عليه في عدم الإتعاظ بتلك القصة ؟ أنا لم أجد إجابة مقنعة وتكون وافية بل ما أعتقده أن هؤلاء العرب يظنون أن العدد الكبير من (الثيران) يسمح باتخاذ موقف آخر غير ذلك الواجب اتخاذه وأنهم بذلك قد يكسبون من الوقت ما قد يتيح لهم البحث عن عدة بدائل أخرى قد لا تلحق ضرراً كبيراً بهم . الكاتب لواء ركن متقاعد خبير في الاستراتيجيات