لدى عدد كبير من الأصدقاء فى المملكة العربية السعودية وكانت أول طبعة من أعمالى الكاملة فى بداية الثمانينيات عن دار تهامة كبرى دور النشر السعودية وكثيرا ما شاركت فى مهرجان الجنادرية وكان خادم الحرمين الشريفين جلالة الملك سلمان أميرا للرياض وكان يعطى اهتماما خاصا للكتاب المصريين يوسف إدريس وأنيس منصور ومصطفى محمود ومحمود السعدنى ورجاء النقاش وكان يصطحبنا بنفسه لزيارة الأماكن التاريخية فى المملكة وهو من عشاق الثقافة المصرية وقارئ جيد لكل كتابها الكبار من طه حسين إلى العقاد وشوقى ومحمد حسنين هيكل.. وحين التقيت ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان فى بيت السفير السعودى السابق أحمد قطان سألته عن تأثير والده فى تكوينه الفكرى والإنسانى فقد كنت أعلم مدى حبه لمصر الوطن والثقافة ووافقنى فى الرأي..كان المصريون يحبون السعودية ومازالوا لأنها المقدسات والشعب الطيب وفى مصر آلاف العائلات السعودية وفى السعودية يعيش ملايين المصريين وتاريخ العلاقات بين الشعبين تجاوز كل الخلافات فى عصور سبقت..ولا أحد ينسى مواقف السعودية بجانب مصر ويكفى موقف الملك فيصل رحمه الله من قطع البترول فى حرب أكتوبر وفى قمة الخرطوم لدعم المجهود الحربى لجيش مصر طلب القادة العرب من الزعيم الراحل جمال عبدالناصر أن يحدد مطالب مصر وقاطعهم الملك فيصل «أن مصر تأمر ولا تطلب..كانت هذه هى بعض صفحات تاريخ العلاقات المصرية السعودية حيث المودة والتواصل والمسئولية.. كانت لى صداقات ممتدة مع عدد كبير من رموز السعودية سمو الأمير الشاعر خالد الفيصل أمير مكة والدكتور عبدالعزيز خوجة وزير الثقافة السابق وعبدالله الجفرى وسعيد طيب وصاحب الاثنينية عبدالمقصود خوجه ود.عبده يمانى وزير الإعلام ومحمد عبده مطرب العرب وأحمد قطان وزير الدولة الآن وسفير السعودية الحالى فى القاهرة أسامة النقلى سلسلة طويلة من أصدقاء الزمن الجميل..هل يعقل بعد هذا التاريخ والعلاقات بين الشعبين نصل إلى هذه الخلافات بين وسائل الإعلام ..كان المصرى لا يشعر بالغربة وهو فى مكة أو المدينة أو جده وكان السعودى يشعر فى سيدنا الحسين أنه فى بلده..أشعر بحزن شديد لبعض الكتابات التى تشوه تاريخا من التقدير والحب والتواصل. نقلا عن بوبابةالاهرام المصرية14 فبراير 2023