في ظل جائحة(كورونا)التي وحّدت العالم للتفرّغ للتصدّي له ..متفائل جدّاً أنّ هذه (المحنة)رغم ثمنها الكبير ستكون لنا-خاصّة كسعوديين-منحةً كبرى .. نعرف وندرك ونؤمن بأنّ وطننا- fرعاية الله- هو الأم الحنون التي يجد الجميع في حضنها الدفىء والحنان والرحمة اذاطلّب الأمر كما حدث مع هذا الوباء .. قرارت و احترازات وتضحياتٌ بكل المقدّرات من أجل حماية وصحّة الإنسان هنا مواطن أو مقيم لا فرق .. وهنا الأبوّة والأمومة والرحمة والإنسانيّة في أعظم صورها عندما جاء الإختبار الحقيقي .. مشكلة معظمنا-أجيال مابعد المؤسس ورجاله يرحمهم الله أننا بفضله تعالى-لم نذق التشرّد والخوف والجوع والذل كما ذاقه أجدادنا قبل الوحدة والتوحيد وما ذاقته وتعيشه شعوبٌ كثيرة ليست عنّا ببعيد بل منها من هي بجوارنا يمنةً ويسرة..!حيث الفتن والحروب والتشرّد والمجاعات والقتل والخوف .. وهاهم الذين تملكوا-من بني جلدتنا-لقصور واليخوت والفلل والشاليهات والشقق واستثمروا أموالهم في كثيرٍ من أجزاء العالم ..بعضهم زهداً في وطنه ومنهم من يرى أنه يبحث عن ملاذٍ أكثر ضماناً وأماناً قد يحتاجه يوماً دافعه الجهل والإرجاف والأنانيّة لامثيل له الّا ذلك الذي كاد يهلك عطشاً فلمّا شارف على الموت وجد بئراً صافية وباردة الماء العذب ليشرب ويرتوي فلمّا عادت له الحياة(بصق)في البئر خسّةً وجحوداً وأنانيّةً ونكراناً للجميل ..!!! وما إن طل فايروس كورونا برأسه وأدرك من هم خارج الوطن الخطر .. بحثوا جميعاً عن العودة فوجدوا في سفارات وملحقيّات وطنهم السعودي -وقت الحاجة-الملجأ بعد الله حيث أدركوا-مع أوّل تجربةٍ حقيقيّة-ماهي حقوق الإنسان وأين تصان دون دعاياتٍ وشعاراتٍ وأكاذيب صنعها الغرب ومنظّماته -زوراً وبهتاناً- فكشفت عن وجهها القبيح وإن سترته عقوداً..! لابد أن يكون درس(كورونا)عبرةً للجميع لإدراك قيمة الوطن وعزّه ووحدته وترسيخ محبّته في القلوب جيلاً بعد جيل قولاً وفعلاً وسلوكاً.. وتلك هي الفطرة ..وبدون الحب للوطن والحنين له والغيرة من أجله والدفاع عنه في كل الظروف يضع الإنسانُ نفسه في درجةٍ أقل من أبرز الصفات الفطريّة في الحيوانات والبهائم والطيور التي تحنُّ لأوكارها وأحواشها وتدافع عنها قدر استطاعتها ..! فكيف بمن وهبه الله نعمة العقل ؟! حفظ الله الجميع من كل مكروه ..