يرتبط الاقتصاد ، عِلماً وتطبيقاً ، بالفرد والمجتمع ، فهو نظرياً يضع المسار الأمثل لاستثمار الموارد المتاحة ليحقق للمجتمع الحياة الأفضل والرفاه الأقصى ؛ وهو عملياً يرسم خارطة هذا المسار في ضوء الخيارات التي يمكن أن تحقق ذلك بجدارة . هنا يمكن قراءة هذا الترابط الموسوعي بينهما والعمل على تحفيز القدرات الإنسانية لدعم المسيرة الاقتصادية ، فالإنسان هو أداة الاقتصاد وغايته . ولأنه كذلك ، ولأن الإنسان أيضاً روح وجسد ، فإن البعد المادي له يرتبط بالبعد الروحي الذي يقوده ويوجهه ، ولذلك يكون استقرار الفرد نفسه نواة استقرار المجتمع ، ومآل ذلك في النهاية استقرار الاقتصاد برمته . هذا الجانب الروحي هو الجانب الأكثر فاعلية ، وتزداد فاعليته بالجنوح نحو التفاؤل الذي يخلق قوة خلاقة تتجسد في ترابط الإنسان بالاقتصاد فتلتقي الحيوية مع المادة وينتج عنهما حراك إنتاجي يرفد الاقتصاد بقطاعاته المتعددة . هذه النظرة التفاؤلية هي التي نحتاجها في المرحلة التنموية الحالية التي يمر بها الاقتصاد السعودي وهو يتطلع إلى رؤية 2030 التي تقترب من محطتها التنموية الأولى وهي مرحلة التحول الوطني التي ستشكل بداية الانطلاق التصاعدي الأخير للوصول إلى قمة الهدف . التفاؤل في هذا الإطار هو أداة اقتصادية اجتماعية فاعلة لتجاوز مراحل قد تمر بها مسيرة الرؤية نجد فيها بعض الصعوبات ، لكن التفاؤل هو أداة تجاوزها طالما أننا ندرك مسار الرؤية وأننا نمتلك الإمكانات المادية اللازمة لتحقيقها والقدرات الذاتية الكامنة فينا والتي تخلق العزيمة الجمعية الصادقة والعازمة على المضي قدماً للوصول إلى الهدف وحصاد الخير ، مصداقاً للقول بالتفاؤل به لنجده ماثلاً أمامنا يرسم الخير في مستقبل باهر الإزدهار والنماء يحمل سمات الإستدامة والبقاء .