بعد ان قرأت مقال الكاتب العزيز محمد بن ناصر الاسمري عن مسافة القبول الاجتماعي وانماط السلوك فاني اوجه للكاتب تحية إجلال وتقدير لأطروحاتك التي تشرّق وتغرّب بنا في ينابيع العلم والمعرفة، فتختار كل مفيد وجميل ولمواضيع قلّما تُطرق من قبل، ومنها إختيارك هذا الموضوع الذي ألبسته حُلل من النقاش المعرفي والتشويق الذي يشدّ القارئ فيبحر في إستجلاء خط النهاية، وهذا في إعتقادي أسلوب خارق من الكاتب لحصد أكبر عدد ممكن للإطلاع على هذة المادة التي وصفتها أنت بالسهل الممتنع وهي كذلكوأسمح لي أن أضيف على السهل الممتنع الممتع فهو حقاً موضوع ممتع الماذا، لأنه يلامس عن قُرب سلوك أوعادة يتعاطى مجتمعنا كثيراً في شئون حياته من خلالها، وفيما أعتقد أن درجة المسافة فيمابين صديق وآخر تتوقف على أهمية الأمر الذي يخضع للمهامسة بينهما، فإن كان مهم جداً فستجد درجة المسافة قريبة جداً حتى يبقى في طيّ الكتمان ولربما أن يقول أحدهم للآخر - لايسمعنا أحد وهم أصلاًلوحدهم- وأن كان ليس له أهمية قصوى فلربما أن كلمة أو كلمتين عابرة تكفي لإيصال الغاية من مسافة التواصل، أن عادة التلاقي والتجاذب في مجتمعنا السعودي بالذات عادة درجت عليها الأجيال جيل بعد جيل ولها معايير القبول والرفض بين شرائحالمجتمع الواحد، ومن يهتم بأدآب المجالس وحسن تجآذب الأحآديث فيها لايحبّذ أن تمارس هذة العادة في مجلسه بين أثنين فلربما ظن ثالثهم أنه المعني ذلكالهمس واللمز ، وتجد من يتحلى بذوق رفيع في أدب المجالس لا يتعاطى بها إلاّ على أنفراد مع الطرف الآخر وهذا السلوك الرفيع المستوى، حقيقة لقد جعلتنا يا أبا مازن نتعايش مع طبيعة سلوك نمارسه بشكل شبه مستمر ولم نظنّ أنه سيكون مادة دسمة لكاتب متميز كشخصكم اللهيحفظك ويخضعه للتحليل والتعليق والنقاش المفيد، وقد ختمتَ مقالك ببيت شعر من قصيدة زمن الصمت لسمو الأمير بدر بن عبدالمحسن وغنّها طلال رحمه الله وسمحي لي أورد بعضاً منتلك الكلمات الجميلة فهي بمثابة الحُليّ لهذا التعليق على ما أتحفتنا به يا راعاك الله، زمان الصمت وترحل .. صرختي .. وتذبل في وادي لا صدى يوصل .. ولا باقي انين زمان الصمت ياعمر الحزن والشكوه ياخطوه ماغدت تقوى .. على الخطوه على هم السنين .. وترحل صرختي وتذبل. لك أجمل التحايا