صدر قبل أيام أمر ملكي بإنشاء مركز للتواصل والاستشراف المعرفي يرتبط مباشرة بالديوان الملكي بهدف جمع وتحليل المعلومات الإعلامية والدراسات والبحوث المتعلقة بالقضايا والظواهر السياسية والاقتصادية والاجتماعية المحلية والإقليمية والدولية، ومدى تأثيرها سلباً أو إيجاباً على صورة المملكة، وتقديم المقترحات اللازمة للتعامل معها، وتنفيذ استطلاعات لقياس اتجاهات الرأي العام حول الأحداث المحلية والدولية، وفتح قنوات للتواصل المباشر مع جميع وسائل الإعلام المختلفة داخلياً وخارجياً لنشر المعلومات الصحيحة عن المملكة بهدف تعزيز الانتماء والوحدة الوطنية بين أفراد المجتمع السعودي. كما تضمنت أهداف المركز أيضاً إمكانية الاستعانة بالكوادر والقدرات الوطنية للاستفادة من خبراتها الإعلامية والفكرية، وإعداد وتطوير البرامج في مجالات التواصل المتنوعة، وإيجاد قنوات اتصال مع الرأي العام المحلي والدولي، والتعاون مع مراكز البحوث والاستشارات وبيوت الخبرة، وبناء قواعد بيانات ومعلومات، وعقد حلقات نقاش ولقاءات وتنظيم ورش عمل ومؤتمرات بالتعاون مع الجامعات والجهات المعنية والمتخصصة. وهذا المركز الذي طالما انتظرناه لن يمثل نقلة نوعية مميزة للإعلام السعودي فحسب، بل إنه سيمثل نقلة نوعية في مجال تدفق المعلومات الحقيقية عن المملكة ومواقفها تجاه الكثير من القضايا الإقليمية والدولية. فالمملكة عانت ومنذ سنوات طويلة من الأخبار المضللة، والتقارير المغلوطة، والمعلومات الناقصة التي تستهدف قيادتها واقتصادها ووحدتها، فالحاقدون والحاسدون الذين لا يريدون خيراً لهذه البلاد، بلاد الحرمين الشريفين، لا شك أنه تغيظهم وتقض مضاجعهم حالة الأمن والاستقرار والرخاء الاقتصادي، والتلاحم الفريد بين القيادة والشعب الذي تعيشه بلادنا. كما أنهم يحاولون بشتى الوسائل دق إسفين في علاقات المملكة مع الدول الأخرى، ويصرفون في سبيل ذلك الملايين إما استقطاباً للموتورين، أو الذين لفظتهم بلدانهم فأصبحوا يقتاتون على هذه المبالغ التي تقدم لهم من دول أو منظمات مشبوهة، ولا همّ لهم سوى الإساءة إلى المملكة، ولنا في قضية الزميل المرحوم جمال خاشقجي خير شاهد على ذلك.. ولهذا فمن المتوقع أن يتولى هذا المركز تفنيد المعلومات المغلوطة التي تتداولها بعض وسائل الإعلام المختلفة، والرد عليها بأسلوب علمي موثق بعيداً عن الانفعالات الوقتية، أو الحماسة العاطفية، أو الردود غير الموثقة التي قطعاً لن تخدم الأهداف. كما أننا ننتظر من هذا المركز أن يقدم دراسات علمية عن الأوضاع الحقيقية في المملكة، الاقتصادية والاجتماعية، تعتمد التوثيق العلمي الرصين، والإحصاءات الدقيقة بالتنسيق مع مراكز البحوث في الجامعات السعودية، ودراسات أخرى تتناول موقف المملكة الثابت من الكثير من القضايا الإقليمية والدولية التي دائماً ما تكون مصدر تشكيك من الآخرين.. فالمواجهة في وقتنا الحاضر إنما هي مواجهة معلومات. ونتوقع أيضاً من هذا المركز أن يكون مصدراً موثوقاً للمعلومات ليس فقط للإعلام الخارجي، بل للإعلام الداخلي، وللمواطن السعودي؛ ليستطيع تفنيد ما قد يواجهه من معلومات مغلوطة عن بلاده.. فشكراً خادم الحرمين الشريفين على هذه النقلة النوعية المميزة التي ستعني الكثير في سبيل الدفاع عن مواقف المملكة في كل مكان. نقلا عن الرياض